“ليبانون ديبايت”
عناوين المرحلة التي ستلي انتهاء العمليات العسكرية في الجنوب، بدأت تُطرح في الإليزيه، كمبادرة أولى بعدما أدارت باريس محركاتها مجدداً لمواكبة المشهد اللبناني بتفاصيله الأمنية الجنوبية.
ويكشف الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، عن أبرز ما تضمنته المحادثات حول هذه العناوين، في اللقاءات التي حصلت في باريس بين الرئيس إيمانويل ماكرون من جهة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون من جهة أخرى، تناولت مسألتين مركزيتين، هما الجبهة الجنوبية ودعم الجيش.
وفي حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت”، يشير المحلل حماده، إلى أن المسألة الأولى، تضمنت البحث مع الرئيس ميقاتي تتعلق بموضوع الجنوب وما يسمّى بحرب المشاغلة التي يخوضها “حزب الله” مع الإسرائيليين منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، حيث هناك جهد فرنسي كبير وتنسيق مع الأميركيين من أجل زيادة الضغط على المستوى الرسمي اللبناني، من أجل أن يضغط هذا المستوى السياسي الرسمي على الحزب لإيقاف هذه الحرب، لأن الأمور بدأت تزداد خطورةً، من ناحية التهديدات الإسرائيلية الجدية لبنان.
ومن ضمن هذا السياق، يتحدث حماده عن أنه على صعيد وضع غزة، فإن الحرب مستمرة وسوف تستمر ولن تتوقف، واجتياح رفح مقرر، وسوف يتمّ بشكل مختلف عمّا كان مقرراً في السابق بمعنى أن لا اجتياحاً عاماً، إنما توغلات وقضم لإسقاط مدينة رفح، خصوصاً وأن الإسرائيليين قد مُنحوا وقتاً كافياً لإتمام هذه العملية، وأمامهم ثلاثة أشهر أي فصل الصيف، وبالتالي فإن الخطر كبير على هذا الصعيد.
وبالتوازي، يُضيف حماده مشيراً إلى “التهديدات الأخيرة لعضو مجلس الحرب الإسرائيلي بني غانتس، الذي أعلن أن ساعة الحسم في ما يتعلق بلبنان قد اقتربت، لاسيّما أن الوعود بإعادة المستوطنين إلى قراهم وبلداتهم ومستعمراتهم في الشمال الإسرائيلي بحلول عيد الفصح اليهودي لم تتحقق، والآن هناك وعد آخر من الحكومة، ويقضي بإعادتهم إلى منازلهم مع حلول السنة الدراسية الجديدة في أيلول المقبل، إذن من المتوقع أن يكون الصيف حاراً جداً إذا استمرت الأمور على ما هي عليه”.
من ناحية أخرى، يجدر القول، وفق حماده بأن الدعم الذي سيُقدم للجيش هو دعم “مشروط بدور للجيش وليس دعماً للجيش بشكلٍ مطلق، بمعنى آخر تطبيق القرار 1701 وإعادة الحزب وسلاحه التكتيكي والثقيل إلى خلف منطقة الليطاني، وهو شرط لمساعدة الجيش وتجهيزه ودعمه والأمر مشروط بذلك”.
وحول متابعة هذه المسألة، يقول حماده أنه “يبدو أن الرئيس ميقاتي قد وعد محاولة بإقناع حزب الله بوقف الحرب ولكن من الواضح أنه لم ينجح حتى الآن”.
وفي ما يتعلق بلقاءات قائد الجيش، يوضح حماده أنها “ذات طابع عملي ولا علاقة لها برئاسة الجمهورية”.
أمّا على صعيد المجهود الرئاسي في لقاءات باريس، فيؤكد حماده أن “كل ما يُحكى عن تقدم على صعيد الإستحقاق الرئاسي، هو كلام غير واقعي وغير صحيح، وما زال حزب الله مصراً ومصمماً على الترشيح الوحيد، وهو ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه وعدم القبول بالبحث آخر بأي شيء آخر، لذلك كل شيء معلق”.
وعليه، يعتبر حماده أن ما يتردد عن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين، هي معلومات وشائعات بأنه عائد إلى لبنان، لكن هذه تبق شائعات ومن باب الترويج الإعلامي، وهذه ليست المرة الأولى التي يُقال فيها بأن هوكستين سوف يأتي إلى لبنان خلال بضعة أيام أو أسبوع، وحتى قيل مراراً وتكراراً إن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان، وكل ذلك لم يكن صحيحاً، وبالتالي هناك “لعبة شائعات على خلفية الوضع اللبناني”.