رئيس بلدية يرفع الصوت ويُحذّر
تستمر التعديات على البيئة والطبيعة من قِبل بعض العصابات في عدد من المناطق اللبنانية، عن طريق الجرائم التي تُرتكب بحق الثروة البيئية وعبر ممارسة عمليات قطع الأشجار المعمّرة تحت أعين المسؤولين والمعنيين.
وتشهد منطقة فنيدق التي تبلغ مساحتها 45 مليون متر مربع، منها 20 مليون متر غابات نادرة ومعمّرة، تعديات مستمرة على غاباتها وبيئتها، وذلك على يد عصابة لا تعرف القانون، حيث تعمد على قطع جميع الأشجار الخضراء غير آبهة للأضرار التي تنجم عن هذه الأعمال”.
وأمام مواصلة أعمال التعديات التي تحصل في المنطقة، وجّه رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي مناشدة عاجلة إلى جميع القوى السياسية والمعنية وإلى كافة الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة، وإلى وزارتي البيئة والزراعة، وأيضًا إلى المدعي العام البيئي، يطالب فيها العمل على إيقاف هذه التعديات في أسرع وقت ممكن.
ويروي عبد الحي الجرائم التي تحصل في حق البيئة والتي تزداد يومًا بعد يوم، ويقول في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت”: “لا قيمة لنا دون بيئة نظيفة وهواء ومياه وأشجار وطبيعة خلابة، فالذي يزور المنطقة ويرى بعينيه يعرف جيدًا معنى هذا الكلام، لأن ليس من رأى كمَن سمع”.
ويضيف: “نحن تواصلنا مع مختلف الجهات المعنية إن كانت سياسية أو أمنية، وعلى الرغم أنه عقدنا أمس إجتماعًا في المبنى التابع لوزارة الزراعة في فنيدق القموعة وكان هناك إتصال من وزير الزراعة حيث تعهّد أمام الحاضرين بمحاسبة ومعاقبة كل من يعتدي على غابات القموعة ويشوه معالمها الطبيعية والبيئية والسياحية، لكنه لا يزال لدي قلق لأن العصابة لا تزال تجول وتفعل ما تريد دون أن يتم توقيفها ومحاسبتها، وهذا ما يُثير المخاوف من تكرار الجرائم التي ترتكب”.
ويُشير إلى أن “هذه العصابة لا تتبع إلى أي جهة سياسية بل هي عاشت وتربت على الفوضى وإستغلت غياب دور الدولة، لذلك نريد من الأجهزة الأمنية والمولجة بحماية الغابات التحرّك والعمل على توقيفها، لا سيما أن جميع أسماء العصابة أصبحت موجودة لدى وزارة الزراعة والأجهزة الأمنية”.
ويلفت إلى أنه “من المُفترض أن يتم تسليم لائحة بأسماء العصابة إلى الأجهزة الأمنية يوم الإثنين، للعمل على إيقاف الفوضى والجرائم التي ترتكب في المنطقة”، متمنيًا أن “يتم العقاب عبر تطبيق القانون والعدالة”.
ويُتابع: “نحن نطالب برفع الغطاء عن هؤلاء المجرمين ومحاسبتهم حتى يتم ردعهم ولن نرضى غير ذلك، وإلّا سوف ألجأ إلى خيار الإستقالة لا سيما أنني قدّمت إستقالتي 3 مرات في السابق، فلا أستطيع أن أكون شاهد زور بالقضاء على الطبيعة والبيئة التي هي من أجمل مخلوقات الله”.