الصين تسحب الذهب من أسواق العالم
مع القفزات الكبيرة في أسعار الذهب هذا العام لتصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، انضم العديد من الصينين إلى هذه الموجة من خلال شراء أقساط شهرية من “حبوب” الذهب، وهي قطع صغيرة تشبه الحصى من المعدن النفيس.
يُعتبر الذهب عادة استثمارًا آمنًا خلال فترات الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية، وقد ارتفع سعره استجابةً للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا والحرب في قطاع غزة. لكن ارتفاع سعر الذهب إلى أعلى من 2400 دولار أميركي للأونصة أثبت أنه أكثر مرونة وثباتا بسبب النهم الصيني على المعدن الأصفر.
توجه المستهلكون الصينيون إلى الذهب مع تراجع ثقتهم في الاستثمارات التقليدية مثل العقارات أو الأسهم. في الوقت نفسه، يضيف البنك المركزي الصيني باستمرار إلى احتياطياته من الذهب، بينما يتخلص تدريجيا من حيازاته من سندات الخزانة الأميركية. ويزيد المضاربون الصينيون الذين يراهنون على وجود مجال أكبر للارتفاع من حدة الاهتمام بالذهب.
كانت الصين تُمارس بالفعل نفوذاً كبيراً في أسواق الذهب. لكن نفوذ البلاد أصبح أكثر وضوحًا خلال هذه الفترة الصعودية الأخيرة – حيث ارتفع السعر العالمي بنسبة تقارب 50 بالمئة منذ أواخر عام 2022.
ووفقًا لاتحاد الذهب الصيني، فقد ارتفعت عمليات شراء الذهب في البلاد بنسبة 6 بالمئة في الربع الأول مقارنة بالعام السابق. وجاء هذا الارتفاع بعد زيادة بنسبة 9 بالمئة في العام الماضي.
أصبحت الاستثمارات في الذهب أكثر جاذبية مع تراجع أداء الاستثمارات التقليدية. فلا يزال قطاع العقارات الصيني، الذي يُعد وجهة لمدخرات معظم العائلات، يعاني من الأزمة. كما لم تستعد ثقة المستثمرين في سوق الأسهم الصيني بالكامل. وقد انهارت سلسلة من صناديق الاستثمار الكبيرة التي تستهدف الأثرياء بعد رهانات فاشلة على العقارات.
ومع قلة البدائل الجيدة، تدفق المال إلى الصناديق الصينية التي تتداول بالذهب، ولجأ العديد من الشباب إلى جمع الذهب على شكل حبيبات صغيرة الحجم.
(سكاي نيوز عربية)