سبوت شوت”
رأى أمين سر لقاء مستقلون من أجل لبنان الدكتور رافي مادايان أن موافقة حركة حماس على الورقة المصرية الأميركية لوقف إطلاق النار شكلت صدمة لإسرائيل بعد أن كانت الحركة قد أعطت مؤشرات عن رفضها لصفقة التبادل.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال مادايان: “عندما يُفكك معبر نتساريم الذي يقسم غزة ويراقب عبور الغزاويين بين الشمال والجنوب، يشكل ذلك إنتصارًا لحماس، وبعد إعلان وقف إطلاق النار وتفكيك المعبر سيعود الغزاويون إلى مدنهم وقراهم”.
ولفت إلى أن “على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطات دولية وأميركية، وقد تصدر بحقه وبحق وزير دفاعه مذكرات توقيف، ولن يتمكن من الإستمرار بمعركته ضد رفح، وبسردية القضاء على حماس، لأن جيشه غير قادر على القتال في حرب العصابات”.
وإعتبر أن “الهجوم الإسرائيلي على رفح هو نوع من المناورات لتحسين شروط المفاوضات السياسية، والجيش الإسرائيلي في حال حاول دخول رفح سيخسر تمامًا، فطالما يستطيع الفلسطيني اطلاق صاروخ واحد على غلاف غزة فذلك يعني أنه انتصر، وصفقة التبادل حقّقت الإرادة الفلسطينية ولكن بكلفة عالية، وسيجبر نتنياهو على الإنسحاب من غزة وستتم محاكمته داخليًا من قبل المعارضة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أنه “يجب أن نفكر في اليوم التالي في لبنان، فطوفان الأقصى يشكل مقدّمة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط ما سيؤثر على الجنوب اللبناني خاصة وعلى لبنان ووضعه الداخلي السياسي خاصة، وإنخراط حزب الله بهذه المعركة ليس بالصدفة وهو يحسن قراءة المتغيرات الجيوستراتيجية في المنطقة، وأنا أكيد من عدم وجود حرب على لبنان، فقواعد الإشتباك في المنطقة مدروسة بشكل جيد من قبل حزب الله وهو يفرض ردعه على الإسرائيليين، وإيران لن تسمح بإستهدافه”.
ونصح مادايان الجانب اللبناني بعدم التسرع “في تبني المقترحات الأميركية والفرنسية، فالمقاومة لديها خشية ألا يطبق الجانب الإسرائيلي القرار 1701 خصوصًا لناحية الخروقات الجوية، وهم يريدون معالجة 13 نقطة على الخط الأزرق من دون المساس بالـ B1 ومن دون الإنسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”.
وكشف أن “لا إنتخابات رئاسية قبل إنتهاء حرب غزة، ذلك أن حزب الله غير مستعد لذلك قبل إنتهاء الحرب، وبعد الإنتهاء من غزة ستجري مفاوضات بين الخماسية بالإضافة إلى إيران، أي خمسة زائد واحد، وما يحتاجه لبنان هو تفاهم إيراني أميركي يتلاقى مع التفاهم الداخلي”.
وحدّد مشكلة الأحزاب المسيحية أنها “لا تملك مرشحًا بينما الفريق الآخر لديه مرشح، وحتى الفاتيكان يدعو المسيحيين للحوار مع المسلمين وإن لم يفعلوا سيستمر الفراغ، والخطر هو خطر ديمغرافي على المسيحيين الذين قد يحل النزوح السوري مكانهم، وبناء الدولة هو الذي يحافظ على الوجود المسيحي بينما الأحزاب المسيحية فشلت في التوصل إلى تسوية وهي جزء من الدولة الفاشلة وتضع سبب فشلها على النازحين السوريين”.
وتابع، “لا أعتقد أن الجرائم المتكاثرة على يد النازحين ستؤدي إلى إنفجار أمني، فهي جرائم تحدث في أي بلد وعدم تنظيم ديمغرافيا النازحين يسهل حصولها، ولا يمكن تحميل مسؤوليتها للعمالة السورية، وتسييس هذه المسائل دليل فشل الأحزاب المسيحية وخطاب القوات يذكرنا بالحرب، وجبران باسيل يتلهى بطرد اخصامه”.
وحمّل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “مسؤولية الحروب الفاشلة التي خاضها في القوات اللبنانية بعد أن إنقلب على فؤاد أبو ناضر وعلى إيلي حبيقة، ثم تحارب مع الجيش الشرعي بقيادة ميشال عون، على جعجع وباسيل أن “ينضبوا تنيناتن”.
وأضاف، “لا تمثل الأحزاب المسيحية فعليًا الشارع المسيحي ولولا قانون الإنتخاب المفصل على قياسهم ما كانوا يحصلون على هذا القدر من الأصوات، والقوات اللبنانية لا تستطيع تحويل تمثيلها إلى أي فعل سياسي، هم معزولون إقليميًا، والسعودية لم تعد تمولهم وقطر قطعت علاقتها بهم، ودايفد شانكر نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى طلب من القوات في العام 2022 دعم لوائح المجتمع المدني وهذا يعني أن القوات لم تعد القوة السياسية المعبرة عن مستقبل المسيحيين”.
وختم مادايان بالقول “في 7 ايار أخطأ حزب الله في إستعمال السلاح في الداخل، ولكن 7 ايار أدى إلى إنتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية، فحين زار يوسف بن جبر مسؤول الإستخبارات القطري قائد الجيش ميشال سليمان وطلب منه ترك الجيش اللبناني في الثكنات لأنه ستحصل أحداث أمنية في بيروت وسيحصل مؤتمر في الدوحة وسينتخب رئيس، وبالتالي ما حصل في 7 أيار هو جزء من إتفاق إقليمي دولي”.