تتواتر الأخبار يومياً عن كوارث اجتماعية تطال الأطفال في لبنان والتي كان آخرها الكشف عن عصابة تستدرج الأطفال والقصّر وتعتدي عليهم، ممّا خلق خوفاً كبيراً عند الأهل من احتمال تعرّض أطفالهم لأمر مماثل، لا سيّما أن الهاتف المحمول بات ملازماً للأطفال بدون أي رقابة من الأهل، فما هي الخطوات الضرورية لحمايتهم؟ وكيف يتم درء هذا الخطر في ظل الإنفلاش التام لوسائل التواصل الإجتماعي؟
في هذا الإطار, اعتبرت الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص, في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أنه يجب تناول هذا الموضوع من زاويتين:
الزاوية الأولى تقنية, تتعلّق بطرق الحماية الفعلية من خلال الميزات أو السمات في تطبيقات الهاتف, من خلال القيام بـ Parental control mode, أي مراقبة الهواتف من خلال اتصال هواتف الأهل بهواتف الأطفال, إضافة إلى حظر أي مواد أو رسائل قد تصل إلى الهواتف.
وشدّدت على ضرورة ضبط الوقت الممنوح للأطفال لاستعمال الهاتف, إن من حيث التوقيت أو المدة التي من الضروري جداً أن لا تكون مفتوحة، وذلك وفق معايير السن في استعمال أي تطبيق.
كما لفتت إلى واجب عند الأهل بضرورة ملء أوقات الفراغ لدى أطفالهم بأنشطة تبعدهم إلى حد ما عن الهاتف، رافضة التحجّج بتكاليف هذه الأنشطة لا سيّما أن هناك الكثير منها مجاني وبسيط جداً.
أما الزاوية الثانية فتتعلّق بالحماية النفسية, فمن واجب الأهل وفق قصقص بناء ثقة كبيرة جداً مع أطفالهم, ويجب أن تكون هناك مساحة آمنة للطفل ليروي لأهله كافة الأمور التي تعرّض لها, أو حتى أي أمر خاطئ قد أقدم عليه, لا سيّما أن الطفل قد يُجر إلى الكثير من الأمور.
وشدّدت على أن “الطفل يجب أن لا يخاف, وأن يروي تفاصيل أي حادثة ولو كانت بسيطة لأهله, وعلى الأهل الإستماع, حتى ولو كانت الأمور بسيطة, كي لا نصل لاحقاً إلى أمور معقّدة وصعبة, كما حصل اليوم في لبنان, بعدما تمّ الكشف على عصابة تستدرج الأطفال عبر تطبيق تيك توك وتقوم باغتصابهم”.
وعليه, أكّدت قصقص, أنه “من واجب الأهل بناء الثقة بينهم وبين أطفالهم, وإعطائهم الوقت الكافي للاستماع, وأن لا يقوموا بتسخيف أي رواية, وأن ينتبهوا جيدا على كافة المؤشرات التي قد تحصل عند أي طفل, من تغيرات مزاجية, او تغيرات في الاداء الدراسي وغيرها”