مع ازدياد منصات التواصل الإجتماعي، يلجأ الأولاد والمراهقون إلى كثرة استخدامها، ظناً منهم بأنّهم قد يستخدمونها للترفيه وزيادة تواصلهم الإجتماعي مع أشخاص يجهلونهم، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً. فكلما ازداد استخدام الولد لوسائل التواصل الإجتماعي، كلّما زاد شعوره بالعزلة الإجتماعية والوحدة وتعرّضه لمخاطر عدّة. فما هي مخاطر الإفراط في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي؟ وكيف نحمي أطفالنا منها؟
تُشير المُعالجة النفسيّة راغدة ملكي إلى أنّ الأولاد يرون مضامين وصور وفيديوهات ليست مُناسبة لأعمارهم، ما يُعرّضهم لمخاطر عدّة منها التنمّر الإلكتروني والإبتزاز الجنسي، وقد يكونان الأسوأ، إذ يؤذيان الولد ويُسبّبان ضرراً نفسياً كبيراً له، بالإضافة إلى الإدمان نتيجة قضاء وقت طويل في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، مما يؤثّر على النوم والأداء المدرسي والإجتماعي في ما خصّ التواصل مع محيطه. ولا يُمكن أن نتغاضى عن الضغط الإجتماعي الذي يشعر به الولد عندما يكون مُختلفاً عن غيره ويرى صوراً وأخباراً مُغايرة تماماً للواقع في نظره، فيشعر بأنه مضغوط ويحاول لفت الإنتباه والحصول على نسبة مُتابعين أكثر وإعجاب أكبر لمنشوراته. وهنا أظهرت دراسات نفسيّة أن استخدام وسائل التواصل الإجتماعي يزيد نسبة القلق والإكتئاب عند الجميع صغاراً وكباراً.
ماذا عن التوعية والحماية، وهي الأهمّ لتجنّب التأثير السلبي المُباشر على الأولاد؟ تلفت ملكي، في حديث لموقع mtv، إلى ضرورة تعليم وتوعية الأطفال حول الأمان الرقمي والإمتناع عن نشر صورهم الشخصية ومعلوماتهم، وتُشدّد على “أهمية تعليم الأطفال القواعد ووضع حدود معيّنة وتحديد وقت لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيقات محدّدة تناسب أعمارهم، مراقبة الأهل لنشاطات أولادهم ومضمون المنشورات الشخصيّة على التطبيقات المُستخدمة، اعتماد الحوار الصريح بين الأهل والأولاد مع تنبيههم إلى الأمور غير الصحيحة التي يُمكن أن تحدث معهم، وأن يكونوا قدوةً في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي وتوضيح كيفية استخدامها بطريقةٍ آمنة، بالإضافة إلى التشجيع على القيام بأنشطة أخرى.
وفي حال ظهرت مُشكلة كالتنمّر الإلكتروني والإبتزاز الجنسي، “من الضروري تنبيه الأولاد إلى ضرورة عدم التحدّث مع أشخاص لا يعرفونهم وإخبار أهلهم في حال حصول أي حادثة معهم واللّجوء إلى شخص مُتخصص عند الحاجة، إلى جانب توفير بيئة آمنة للولد تسمعه وإعطاء الأهل تطمينات لأولادهم بأنهم موجودين لمساعدتهم”، وفق ملكي.
وتُضيف: “من الضّروري الإبتعاد عن لوم الولد فهو ليس مسؤولاً عن جريمة الجاني، ومن المهمّ أيضاً الحفاظ على الأدلّة لتبليغ السلطات المعنية بجرائم الإنترنت والإبتزاز الجنسي لتعقّب الجاني، والإنتباه إلى الولد وتوفير الدعم النفسي له ومساعدته على كيفيّة التعامل مع التوتر والقلق والصدمات، أي اللّجوء إلى طبيب مُتخصّص”.
وتختم قائلةً: “التوعية مُهمّة جداً للوقاية من المشكلة والتمكّن من حلّها وتفادي تكرارها”.
دارين منصور – موقع mtv