القرارات سرية ولا دخان بلا نار”… هل اتخذ باسيل قرار فصل آلان عون

تندرج عملية الفصل في الأحزاب لنواب وقيادات ومسؤولين في إطار التقليد الحزبي والسياسي المتّبع، وليس اليوم فقط من خلال ما يُقدِم عليه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من فصل لبعض النواب والقيادات، في طليعتهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وقبله النائب السابق زياد أسود، وصولاً إلى ما يُحكى عن توجه لفصل النائب آلان عون أحد مؤسسي “التيار” وقريب رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، والمعروف عنه انفتاحه على الجميع.

ما أقدم وقد يقدم عليه باسيل ليس بالأمر الجديد، فقد سبق لرئيس مجلس النواب ورئيس حركة “أمل” في الوقت عينه نبيه بري، أن فصل في حينه أبرز نواب وقيادي الحركة الوزير والنائب الراحل محمد عبد الحميد بيضون، والوزير والنائب السابق محمود بو حمدان وغيرهما، فيما قام بالخطوة عينها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، عندما فصل أبرز القياديين في الإشتراكي الوزير والنائب السابق محسن دلول والقيادي رياض رعد، ما يعني ان ما يحصل اليوم ليس مسألة جديدة، من دون إغفال ما شهده الحزب السوري القومي الاجتماعي من فصل لقيادات وانقسامات وسوى ذلك، والأمر عينه ينسحب أيضاً على الشيوعي وغيره من الأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية.

أحد المسؤولين في “التيار الوطني الحر” ومن النواب السابقين، وتربطه علاقة وثيقة برئيس “التيار” النائب جبران باسيل، وكذلك بالرئيس السابق ميشال عون يؤكد لـ”النهار” أن “ليس بوسع أحد في التيار، أكان ضمن الكتلة النيابية أم خارجها، أن يعلم أو يدرك أن ثمة قراراً اتخذ بفصل النائب آلان عون، إذ لا دخان بلا نار، لكن جميع “التياريين” غير مطلعين على حيثيات هذا الفصل، أو لديهم معطيات ومعلومات تصب في هذه الخانة، بل إن الوزير باسيل واضح في كل قرار يقدم عليه ويعلنه عندما تحين ساعته، وبالتالي نحن من الأشخاص الذين لا يملكون أي اطّلاع، والأمر عينه للجميع، أكان ضمن التيار أم تكتل  لبنان القوي. ربما كان هناك استدعاء إلى المجلس التحكيمي للمساءلة واتخاذ قرار الفصل أو انذار وهذا ما يحصل، لكن كل قرارات المجلس التحكيمي في التيار سرية وليس في حوزتنا معلومات تشي بأن قراراً اتخذ بفصل النائب آلان عون”.

ويضيف: “المسألة لا تنحصر بأبيض أو أسود في هذه القضايا المهمة، بل عندما يتخذ القرار يُعلن في الإعلام وأمام الجميع، و أعود وأؤكد أن المجلس التحكيمي هو السلطة المعنية بذلك، وحتى الساعة لم نتبلغ أي معطى جديد في هذا الشأن، والمسألة ليست أن الوزير باسيل يهوى الفصل أو يريد ذلك، إنما ثمة مجلس تأديبي، ومجلس تحكيمي وكل القرارات تتخذ فيه بعد الإطلاع على الظروف والأجواء التي أحاطت بالشخص المعني الذي سيتم فصله، وعندها قد نصل إلى هذا القرار أو عدمه، ولا أرغب في أن أشير الى أننا بتنا على مسافة قريبة من فصل النائب آلان عون، وحتى اليوم ليس في الأفق ما يؤكد أن التوجه هو للفصل، فلنترقب وننتظر، لكن أعود وأؤكد ليس هناك دخان بلا نار”.

ويبقى مسلسل “التيار الوطني الحر” القاضي بفصل نواب وقيادات مستمر، وثمة معلومات تؤكد أن هناك اتصالات جارية لتدارك الموقف، لما ينطوي عليه من حالة انقسام وخلافات وتباينات، لأن الأكثرية لم تكن ترغب في فصل بو صعب، ناهيك عن النائب عون، ما يؤكد أن باسيل الذي “لا يرد على أحد” قد ينصاع أو يرغب في التمهل ويعدّ للعشرة قبل فصل أحد أقرباء مؤسس التيار. هذا ما تجمع عليه أوساط “التياريين” وعدد من النواب البارزين في ظل أجواء واضحة بأن لا أحد يريد الكلام، حتى لدى اتصالنا بالنائب آلان عون لم يجب، إذ لا يريد الخوض في هذه المسائل، لذا الترقب سيد الموقف على خط عملية الفصل أو عدمه.

 “النهار”- وجدي العريضي

Exit mobile version