نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً كشفت فيه أنّ صبر المهجرين من منطقة شمال إسرائيل المحاذية للبنان، بدأ ينفد بشدة، مشيرة إلى أن الإسرائيليين الذي تم إجلاؤهم من هناك يستعدون للقيام بخطوات إحتجاجية.
وذكر التقرير أنَّ سكان الشمال الذين تركوا منازلهم بفعل الحرب مع “حزب الله” منذ 7 أشهر، لا يرون طريق العودة إلى ديارهم.
ولفت التقرير إلى أنّ الأسوأ من ذلك هو أن هؤلاء يشعرون أن وضعهم لا يُؤخذ على محمل الجد، كما أنَّ الحكومة ليست في عجلةٍ من أمرها لإيجاد حلول لهم، وأضاف: “المهجرون من شمال إسرائيل يُطالبون بإبعاد حزب الله عن السياج الحدودي عبر عملية عسكرية وليس من خلال تسوية سياسية، كما أنهم يؤكدون أنه على إسرائيل عدم القبول بعيش مواطنيها وسط الخوف من القتل”.
وأوضح التقرير أنهُ بعد 7 أشهر من الإنتظار، فإن سكان شمال إسرائيل يستعدّون للمواجهة، في حين أنهم يُطالبون الحكومة بهزيمة “حزب الله” عبر شن حرب تعيد الأمن، ومن ثم إعادة المستوطنين إلى منازلهم.
وذكرت الصحيفة أن ناشطين إجتماعيين من سكان الجليل الغربي والأعلى، توحدوا في مجموعات احتجاجية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم “النضال من أجل الشمال”، وقد انضم إليهم آلاف السكان الذين يعتزمون الخروج في التطاهرات لزيادة الضغط على الحكومة.
ويعيش أهارون مئير ديماري (50 عاماً) من كريات شمونة مع أطفاله ووالديه المسنين في أحد فنادق القدس منذ شهر تشرين الأول الماضي.
وفي السياق، يقول ديماري إنّ الوقفة الاحتجاجية لسكان الشمال لا تسعى إلى تقديم حلول للحكومة والجهاز الأمني، بل مطالبة واضحة بالعودة إلى المستوطنات وفي أسرع وقت ممكن.
ويتابع: “أنا مهتم بأن تذهب ابنتي البالغة من العمر 17 عاماً إلى المدرسة دون خوف، وأن أطفالي لن يقفزوا خائفين عند كل صافرة وانفجار”.
ويوضح أنه بعد أشهر عديدة في واقع اللاجئين، دون أي يقين وأمل في المستقبل، انتهى الأمر بالسكان إلى هذا الواقع المدمر، ويضيف: “لقد خُدشت حياتنا. إنّ قرار النزول إلى الشوارع والاستعداد لتكثيف النضال ليس احتجاجاً سياسياً، بل احتجاج الأهالي والمقيمين والأطفال الذين يريدون العودة إلى حياتهم، كما يعيشون هنا في القدس وتل أبيب”.
معيان بنيزري (35 عاماً)، أم لـ4 أطفال من شلومي، تتواجد أيضاً في أحد فنادق القدس، وهي، مثل زوجها، عاطلة عن العمل.
في حديثها، تقول بنيزري: “يتحدث الكثير من الناس عن حقيقة أنهم يخشون العودة، أو أنهم قد يغادرون، لكنني لا أريد أن أتخلى عن منزلي. أريد الاستمرار في تربية أطفالي هناك. نشعر أننا أصبحنا شفافين. يستمر الأطفال في سؤالي عن موعد عودتهم إلى المنزل. حياتنا كلها، منذ 7 أشهر، كانت في غرفة صغيرة ضيقة في فندق. لقد توقفت حياتنا وقررت مع السكان الآخرين الخروج للاحتجاج”.
ليمور عتصيون، أم لـ6 أطفال من شلومي، التي تم إجلاؤها إلى حيفا، تمثل هي الأخرى واقعاً معقداً ولم تعد قادرة على حشد التفاؤل، وتقول: “العائلات تتدمر، والسكان في أزمة ولا يعرفون كيف يستمرون، وأين يسجلون أطفالهم في العام الدراسي المقبل”.