لم تكن وفية للامانة… نازك تبيع المكان الاحب الى قلب الحريري
منذ ان سطع نجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الثمانينات من القرن الماضي أصبح لمنطقة قريطم عنوانا جديدا وهو ما عرف بقصر قريطم، هذا القصر الذي اتخذه الرئيس الشهيد منزلا له ومقرا منذ ان اشتراه من ال صالحة، بات مركزا وطنيا له رمزية خاصة للبنانيين عموما ولأهل بيروت خصوصا، فالرئيس الشهيد عندما تولى مهامه كرئيس للحكومة في نهاية العام 1992 بدأ عمله السياسي الرسمي من هذا القصر الذي اتخذه مقرا له، لعقد اجتماعاته ولقاءاته قبل انتقاله الى القصر الحكومي في الصنائع، حيث عمد حينها الى اعادة تأهيل مقر الرئاسة الثالثة ليصبح مكانا مرموقا بالموقع ومركز ثقل للسياسة اللبنانية.
ومنذ بدء حقبة العمل السياسي للرئيس الحريري بات قصر قريطم يعتبر محطة بارزة واساسية لزوار رئيس الحكومة من رسميين ووفود شعبية، كما ارتبط هذا القصر باحداث كثيرة حيث استضاف فيه الرئيس الشهيد كبار الرؤساء والقادة تكريما لهم.
بعد ذلك كبر حلم الرئيس وقرر توسعة هذا القصر ليكون ليصبح قصرا كبيرا يضم مكانا للاقامة والاستقبال والعمل، مع المحافظة على القصر القديم الذي حوله الى مقر ضيافة لكبار الزوار، لذلك هو عمد على بناء مبنى مجاور للقصر الأساسي وجعل الطوابق الثلاثة الأولى مكاتب لفريق عمله ومعاونيه، واتخذ من الطابق الرابع مقرا لمكاتبه وقاعات لاجتماعاته، أما الطابق الخامس فكان يضم مكتبه الخاص وقاعات الاستقبال الكبرى التي كانت تضج بالزوار والمراجعين صباح كل يوم، لا سيما نهار يوم الجمعة حيث كان يعقد كل لقاءاته واستقبالاته في قريطم، اما الطوابق العليا فكانت مخصصة لسكنه الخاص لا سيما الطبقة السابعة، اما الطبقة السفلية للمبنى فكانت تتسع لالاف من الاشخاص وهي تشهد على اهم المناسبات السياسية والاجتماعية والمآدب حتى المناسبات الخاصة المتعلقة به وبعائلته.
لذلك فان خبر بيع السيدة نازك لقصر قريطم شكل صدمة كبيرة لمحبي الرئيس الشهيد لما يمثل هذا القصر من رمزية وطنية مرتبطة بآل الحريري وبزعامة الرئيس الشهيد اللبنانية والعربية، خصوصا ان اخبار بيع هذا العقار تم التداول بها مرات عدة، ولكن يبدو ان هذه المرة بات هذا الخبر واقعا ماساويا، باعتبار ان بيع هذا القصر هو بمثابة طي موسوعة تاريخية ثمينة لا يمكن محوها من ذاكرة لبنان وشعبه مهما مرت السنوات.
وللأسف يبدو ان قصر قريطم سيلتحق بالارث الغني الذي تركه الرئيس الشهيد بعدما قررت عقيلته نازك بيع او اغلاق الكثير من المؤسسات التربوية والصحية والثقافية، وهي التي ارتأت ذلك بإرادتها من خلال اصرارها الابتعاد عن كل ما يرتبط بارث زوجها المشرف لاسباب مجهولة وغير معروفة، مكتفية بإصدار بيانات ورسائل حب وحنين في مناسبات محدودة لكنها لا تغني ولا تسمن من جوع، بينما كان المطلوب منها المحافظة وعن قرب على كل ما هو له علاقة وارتباط بالرئيس الشهيد واستمرار العمل بمسيرته لاستكمال مشروعه بالفعل وليس بالمشاعر فقط، كما كان الاجدى من المقربين منها لا سيما اولادها وعلى راسهم عدي الشيخ المسؤول عن ملف العقارات، بتقديم النصح لها للقيام باعمال خيرية عن روح الرئيس الحريري تخلد ذكراه وهو الذي قدم لها ولعائلتها الكثير في حياته وبعد مماته.
ولكن فان السيدة نازك عودة لم تكن وفية للامانة الذي تركها لها زوجها الشهيد، بل عمدت الى التفريط بارثه، كما اخلفت بالوعد الذي قطعته على نفسها اثر استشهاده بالاستمرار بإبقاء قصر قريطم مفتوحا والمحافظة على جميع مؤسسات الحريري والموظفين فيها.