رأى الإعلامي سامي كليب أن “العرب طالما أرادوا السلام عكس الإسرائيليين خصوصًا في زمن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو وصحبه المتطرفين، ونتنياهو اليوم ينفذ ما اشار إليه في كتابه “مكان بين الأمم”. وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال كليب: “لا اعتقد أن الحل سيكون عسكريًا بل سياسيًا، وما فعله الفلسطينيون في غزة أعاد القضية إلى التداول، أما الكلام عن زوال الكيان الإسرائيلي فيه مبالغة، فإسرائيل هي قاعدة اطلسية في الشرق الأوسط ولن يسمح الغرب الأطلسي بزوالها، ولكنها ستُجبر على تغيير نظامها والعودة مرغمة بمنطق جدي للقبول بدولة فلسطينية، غير أن الحل لن يكون قريبًا ونتنياهو لن ينزل عن الشجرة”. وأضاف، “ستعيد إسرائيل النظر بكل تاريخها حتى اليوم، لتجد أنها لم تعد قادرة على هزيمة العرب كما في السابق، وأنه لا يمكن الوصول إلى علاقات حقيقية مع العالم العربي من دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية”. ولفت إلى أننا “سنكون بحاجة إلى تشكيل سلطة فلسطينية من جميع الأطراف تشارك فيها حتمًا حماس ولكن ليس بالمباشر ويجب الذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام لا تكون فيه أحادية القرار للولايات المتحدة، تُطرح فيه فكرة دولة فلسطين”. وأكد أنه “لا يمكن أن يكون هناك سلام وإعادة إعمار لغزة من دون الطرف العربي، والذي يتوهم أن في استطاعته خوض الحرب ثم التفاوض بإسم إيران سيكون ذلك صعبًا بالنسبة له، والطرف العربي سيعيد الإعمار، وإيران لن تكون الشريك الوحيد بالتفاوض، وفي حال إنتهت الحرب بواقعها الحالي ستعتبر إيران نفسها شريكة اساسية بها، وأنا أعتقد أن الإيراني لا يريد إزالة إسرائيل عن الوجود ولا يريد تركها تربح الحرب أيضًا، فالإيراني صار له وجود عسكري قوي من خلال حلفائه في المنطقة”. وكشف أنه “لا يمكن التوصل إلى حل الدولتين بوجود نظام إسرائيلي متطرف، ولا بد من إعادة إنتاج إسرائيل جديدة، وقد نشهد تطورات خطيرة متفجرة، ومن يعتقد ان اللعبة مضبوطة في جنوب لبنان هو واهم، فالهدف الأول لإسرائيل منذ بداية حرب غزة هو ضرب جنوب لبنان لإستعادة الهيبة، ولو كانوا قادرين على ضربنا لفعلوا، وانا اعتقد انه لن يكون هناك تسوية كبرى في المنطقة من دون حرب”. وتابع “في المرحلة اللاحقة ستزداد وتيرة الإغتيالات الإسرائيلية على الاراضي اللبنانية والسورية وقد تصل إلى الداخل الإيراني، وقد نشهد تفجيرات هنا وهناك دون أن نصل إلى حرب واسعة، لكن إذا حان وقت التسويات الكبرى في المنطقة سيتطلب ذلك حربًا إسرائيلية مع حزب الله الا إذا دخل الطرفان في مفاوضات أميركية إيرانية روسية لتسوية سياسية من دون حرب، وأنا شخصيًا أستبعد ذلك”. وأردف، “سيكون الصيف حاميًا حتمًا في لبنان إن إستمر نتنياهو بحربه ووحشيته وإذا وصل الأمر إلى حرب واسعة إسرائيلية ضد حزب الله قد نشهد توسيع الجبهة بإتجاه سوريا، وإن ذهب الأمر إلى التفاوض لن نستغرب إن رأينا سوريا كما إيران مشاركة في تلك العملية”. وختم كليب بالإشارة إلى موضوع النزوح السوري مؤكدًا بأن “السياسيين اللبنانيين لن يستطيعوا إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ما لم تحصل تسوية سياسية مع الدولة السورية والإحتقان الحاصل قد يفجر الوضع بين النازحين واللبنانيين، وقد اخطا اللبنانيون يوم فتحوا الحدود دون اي رقيب وايضًا عندما قبلوا بأن لا تقدم المنظمات الدولية أي معلومة عن أي نازح على أرضنا، والخوف كل الخوف أن تعود الوصاية السورية إلى لبنان، وهناك ضغط دولي لتوطين جزء من النازحين السوريين في لبنان”. |