رواياتٌ مختلفة حول مقتل رئيسي
بعد 12 ساعة من البحث شغلت العالم بأسره، أعلنت الحكومة الإيرانية وفاة الرئيس ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيه إثر تحطم مروحيته مساء الأحد، في محافظة أذربيجان شمال غربي البلاد..
وبينما طرحت تساؤلات حول أسباب الحادث ورجحت بعض النظريات احتمال تورط تل أبيب، نفت إسرائيل تورطها بالأمر تماماً، وقال مسؤول إسرائيلي: “لا علاقة لإسرائيل بوفاة الرئيس الإيراني”، وفق ما نقلت رويترز.
كما أضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته: “لم نكن نحن”.
لتعود الإشارات نحو الصور الأولية التي ظهرت، في وقت سابق اليوم الاثنين، وكشفت موقع تحطم الهليكوبتر، وسط غياب الرؤية بسبب سوء الأحوال الجوية أمس، فوق منطقة وعرة على الحدود الإيرانية مع أذربيجان، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
كذلك، رجح بعض المحللين في تصريحات للعربية أن تكون المروحية اصطدمت بأحد الجبال في منطقة تبريز، وسط الضباب الكثيف وسوء الأحوال الجوية، لاسيما بعدما أظهرت الصور الأولية للطائرة احتراقها بشكل شبه كامل.
وإلى جانب الطقس السيئ، رجح بعض المحللين إمكانية إغفال أعمال الصيانة، لاسيما أن قطاع النقل الجوي في إيران قد شهد خلال العقد الأخير حوادث عدة، تمثلت في انحراف عدد من الطائرات عن المدرج في أثناء الإقلاع أو الهبوط، وسقوط عدد آخر بعد أن شبت النيران في محركاتها، واصطدام أخرى بقمة سلسلة جبال زاغروس وسط البلاد، إلى جانب الحوادث التي أصابت المروحيات التي تقل المسؤولين الإيرانيين.
فقد أشار محللون إلى أن تلك الحوادث تأتي بسبب معاناة الأسطول الجوي المتهالك، فضلا عن الخسائر المادية والمعنوية التي أضحى يتكبدها القطاع، جراء تزايد مخاوف وهواجس زبائنه.
كما أجمعت بعض الأوساط الإيرانية على أن العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع النقل الجوي تشكل العامل الرئيس في تكرار هذه الحوادث، في حين يرى آخرون أن مخاطر انعدام الرقابة وتهالك الأسطول الجوي لا تقل خطرا.
ورغم الفرضيات الثلاث، رأت الباحثة في الشأن الإيراني هدى رؤوف، أن الحكومة الإيرانية تتجنب الإعلان عن أية تفاصيل حول سيناريوهات الحادث تجنباً لفوضى داخلية.
كما أكدت لـ”العربية”، أن المسؤولين في إيران بإمكانهم الوصول لتفاصيل لكنهم بانتظار ترتيب المشهد داخلياً. و لفتت إلى وجود تضارب بالروايات من قبل المسؤولين في إيران، وأرجعت ذلك لمصالح كل طرف.
إلى ذلك، رأت أن الروايات الرسمية تأخرت بالخروج للعلن بسبب الترتيبات الداخلية.
من جهته، رأى الصحافي محمد شبارو، أن صورة إيران قد تلقت ضربة قوية بسبب عدم قدرتها على حماية الرئيس من عارض جوي داخل حدود الدولة الواحدة.
وأضاف أنه في حال كان سبب وفاة الرئيس فعلاً أحوال الطقس، فإن ذلك سيكون موضع شك، خصوصاً وأن طهران معروفة بالتقدم التكنولوجي، فهي التي تقدم دعما لروسيا ولجماعات أخرى موالية لها في المنطقة بهذا المجال.
كما أشار إلى أن طلب إيران المساعدة الأوروبية من جهة والتركية من جهة أخرى يترك أمر وفاة الرئيس أمام سيناريوهات مختلفة.
بدوره، رأى الكابتن طيار يوسف الدعجة، أن الضباب والغيوم والتضاريس لا تؤثر على مسار مروحية رئيسي لأنها مجهزة للهبوط حتى حال تعطل المحركات. وأكد أن هناك سيناريو مختلف تماماً عن موضوع الطقس والأحوال الجوية، إذ أن المروحية المنكوبة صنعت عام 1992 وهي أميركية تحمل في هيكلها محركين أساسيين بصناعة كندية، بحيث إذا تعطل واحد تعمل بالآخر، وفي حال تعطل الاثنين تعمل الطائرة بطريقة الدوران الذاتي وتستطيع عبره الهبوط بسلام.
كما تابع أن الضباب والغيوم والتضاريس لا تؤثر على الطائرة أبداً، مشيراً إلى أن الطيار عادة يتأكد قبل الإقلاع من حالة الجو.
لكن إذا فقدت الطيارة شفرتيها فإنها بالتأكيد ستهوي بسرعة كبيرة جداً وبقوة ارتطام مأساوية بحيث لا يخرج منها أية ناجين، فإذا ما أكدت التحقيقات هذه الفرضية يكون السيناريو وارداً.
وكانت المروحية التي تقل إلى جانب الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، الذي تولى سابقا قيادة السلطة القضائية في البلاد ووزير الخارجية عبداللهيان، محافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز، محمد علي الهاشم، و7 مرافقين آخرين، تحطمت وسط غابات أرسباران في محيط قرية “أوزي”، بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، وسط ضباب كثيف صعّب إمكانية وصول فرق الإنقاذ إليها.
يذكر أن رئيسي كان في أذربيجان في وقت مبكر أمس الأحد مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، لافتتاح سد هو الثالث الذي بنته الدولتان على نهر أراس.
وجاءت الزيارة على الرغم من العلاقات الباردة بين البلدين، بما في ذلك الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران عام 2023، والعلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعتبرها طهران عدوها الرئيسي في المنطقة.