لم ييأس سفراء اللجنة الخماسية من إمكان إحداث خرق في جدار الانتخابات الرئاسية المعطلة منذ سنة ونصف السنة. إنهم شخصيات تزرع الأمل والسعادة في كل وقت.
أكسبهم التعاطي في الملف الرئاسي طاقة متجدّدة إلى خبرة واسعة في تقنيات النكد وأساليب عضّ الأصابع وطرق تفخيخ المبادرات وأساليب ليّ الأذرع وآليات التعطيل الممنهج.
تلبننوا بشكل كبير. امتهنوا النقّ على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
أعطهم سنة إضافية ويبزّون المتروبوليت الياس عودة والكاردينال بشارة الراعي في عظاتهما وينافسون المثلث الرحمات نجيب ميقاتي. إلى أصحاب السعادة باتت للوزير الفرنسي جان إيف لودريان مروحة أصدقاء تمتدّ من وليد البعريني شمالاً إلى محمد رعد جنوباً مروراً بزعيم الديغولية الجديدة الشوفالييه علي حسن خليل. أما المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين فاعتاد أن يتروق عالروشة بيتغدى بضهور الشوير بيتعشى بأنطلياس وبيسهر بمونو.
في آخر ما خرجت به الخماسية لإخراج الرئيس العتيد من القمقم وإنهاء الشغور، دعت كل فريق أن يلاقي الفريق الآخر إلى منتصف الطريق. فتمنت على الرئيس بري، الأخ الأكبر والرئيس السرمدي، وصانع مجد الديمقراطية في العالم العربي، الاكتفاء بإلقاء كلمة في الحوار التشاوري، كلمة توجيهية. ويستأذن.
وتمنت على الكتل المعارضة، قبل المشاورات الجانبية، ثنائية كانت أو ثلاثية ألّا تكسر بخاطر «الإستيذ».
وحثّت جميع الكتل، في حال لم تنجح بالتوافق على اسم مرشح واحد، على الذهاب إلى انتخاب رئيس بجلسة مفتوحة ودورات متتالية!
يا لطيبة قلبهم! لو بدها تشتي في ساحة النجمة كانت غيّمت فوق عين التينة. لن يدعو الرئيس نبيه بري إلى جلسات متتالية إلا في حال تأكد من فوز سليمان فرنجيه وما عدا ذلك «طهوجات» و»أضغاث أحلام».
الخماسية تقاوم بشدة محاولات تيئيسها. ولا تزال تحتفظ بأوراق مستورة ففي حال نجحت الخطوة الأولى بإلقاء بري عظة الموسم ثم تشاور النواب، ثم انفردوا ببعضهم البعض في غرف جانبية في عمليات تلاقح فكري وعصف دستوري ننتقل إلى الخطوة النهائية.
وتجنباً لعدم إقدام البعض على فرط النصاب وعد السفراء الخمسة نواب الأمة اللبنانية بـ»بوفيه مفتوح»: قريدس وكافيار وكركند وشرائح لحم تماسيح ومشروبات à gogo والتحلية غطسة في شلال صغير من الشوكولا السائل… ومعمول مدّ مشكّل من عند الصفصوف على أن يفتتح البوفيه في الدورة الثانية. وثمة مفاجآت سارة منها تومبولا على سيارة لامبورغيني صفراء ستكون من نصيب أي نائب حاضر في القاعة العامة في الدورات المتتالية.
عماد موسى -نداء الوطن