رفعت الحكومة اللبنانية حال الإستنفار إلى الدرجة القصوى. أمرت بتعزيز المراقبة على الموانئ الجوية والبحرية. وكانت على وشك استدعاء الإحتياط الإستراتيجي. بثت الأجهزة الأمنية عيونها في كل بلدة ودسكرة خشية حصول ما يعكر ما ينعم به اللبنانيون من صفاء وهناء خصوصاً وأننا على مشارف موسم «مشوار رايحين مشوار» إن نجح صيفنا السياحي، سيُنزل وزير السياحة وليد نصار لموسم خريف وشتاء 2024 / 2025 «سينغل» بعنوان «يا دنيي شتي مصاري/ شتي علينا فلوس» ما زال يعمل عليها.
إجتاز البلد قطوعاً.
تخيّلوا ما كان يمكن أن يحصل في بلدنا الجميل مع وصول 704 قطع سلاح لتكون بمتناول اللبنانيين وضيوفهم الفلسطينيين والسوريين العزّل. 704 مسدسات ضُبطت في 24 ساعة. مسدسات تركية ماركة «ريتاي» معظمها مخصصة لإطلاق الذخيرة الخلبية، أي تصلح للإشتباكات المنزلية ولتمارين الرماية على لمبات البلدية. هذا عامل اطمئنان وهناك عامل آخر وهو أن هذه الأسلحة مخصصة للتجارة وليس للدفاع عن عروبة لبنان أو عن فقرائه في وجه الأوليغارشية الهاجمة للقضاء على البروليتاريا.
قبل مصادرة الشحنتين الوافدتين من مرافئ الشقيقة تركيا إلى طرابلس كان الخبراء العسكريون، نجوم الشاشات والإذاعات في ما يشبه الإجازة، فأعادهم الحدث إلى الواجهة يحللون فعالية المسدس التركي ومداه وإمكان إجراء تعديلات عليه. وللمناسبة أسعار المسدسات التركية تحاكي الطبقات الوسطى والفقيرة. حلو المسدس في البيت. دسّه أخي المواطن في المكتبة خلف مجموعة نزار قباني الشعرية الكاملة.
تُشكر القوى والوحدات الأمنية، مجتمعةً،على جهودها وسهرها لمنع ظاهرة تفشي السلاح الغريبة عن تقاليدنا وأعرافنا ومجتمعاتنا. مارست صلاحياتها وواجباتها الوطنية كما تنص القوانين المرعية التي تحظّر شراء أو اقتناء أو الإتجار أو تصنيع أسلحة من دون رخص. «لا يجوز لأي شخص طبيعي او معنوي ان يقوم في الاراضي اللبنانية بأعمال صناعية او تجارية من اي نوع كان تتعلق بالمعدات والاسلحة والذخائر من أي فئة كانت قبل الاستحصال على رخصة قانونية تعطى بمرسوم بناء على اقتراح وزيري الداخلية والدفاع الوطني» هذا ما جاء في أحد البنود لتنظيم حمل الأسلحة الصادر أيام اللواء فؤاد شهاب وخضع لتعديلات لم تمس جوهره.
أغفل القانون إقتناء الصواريخ الباليستية والمسيّرات الإنقضاضية والمقذوفات البركانية على أنواعها فتلك من الأمور البسيطة والهامشية ولا تدخل في صلاحيات القوى العسكرية كما لا تخص «أشخاصاً طبيعيين أو معنويين» بل أنصاف آلهة.
في مسرحية «يعيش يعيش» حوار طريف بين وليم حسواني وفيروز يصلح لصبحية مع جريدة:
وفد وفد جايي وفد /فرودة مصادرة وتكميش
انتبهوا/ انتبهي / فتشوا نبشوا/ وْقَفوا حاجز متل النار/ إذا حدا مخبّى سلاح بالجاكيتة بالزنار
واللي سلاحو ظاهر يا جناب الشاويش؟/
يللي سلاحو ظاهر ما بدو تنبيش/
عماد موسى -نداء الوطن