منازل لبنانية تُخيف إسرائيليين كثيراً.. التفاصيل مثيرة جداً
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً سلّط الضوء على واقع المُستوطنات الإسرائيلية المهجورة والمحاذية للحدود مع لبنان، وذلك بفعل الحرب المستمرة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيليّ منذ 8 تشرين الأوّل الماضي.
وتحدّث التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” عن استمرار “حزب الله” بإطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات لاسيما المطلة التي تشهد على نضوج موسم التوت فيها، بحسب ما تقول “يديعوت أحرونوت”.
يجولُ كاتب التقرير مع رئيس المستوطنة ديفيد أزولاي في حقول أشجار التوت، ويقول الأخير إن تلك الفاكهة قد نضجت، مشيراً إلى أن قطف التوت وتذوقه يُمثل لحظة صغيرة من الحياة الطبيعية في المطلة، وسط واقعٍ لا يتضمن أيّ شيء طبيعياً بسبب الحرب.
يقول أزولاي إنّ صاروخاً مُضاداً للدروع استهدف منزلاً للمبيت وتناول الطعام في ساحة أشجار التوت، مشيراً إلى أن غرفة النوم في ذاك المنزل الصغير قد تلقت ضربة مباشرة، فيما تهالك قسمٌ كبير من المكان بفعل الضربات الصاروخية.
في سياق حديثه، يقول أزولاي مُخاطباً الصحافيين: “هل تُدركون أننا شهدنا يوم أمس على صاروخ سقط هنا، وها نحنُ الآن نأكل التوت؟ إنه أمرٌ سخيف للغاية”.
يلفت أزولاي إلى أنه وصل إلى المكان مُباشرة بعد القصف، مشيراً إلى أنهُ قام بتقييم الأضرار واتصل بصاحبة دار المبيت لإبلاغها بما حصل، وقال: “لقد سألت السيدة عما إذا كان لديها مفتاح الغرفة الخامسة.. فأجابت بنعم.. إنه موجود على حافة النافذة.. عندها قلتُ لها إن كل شيء يطير بعيداً وما من شيء بقيَ على حاله بسبب القصف الذي نفذه حزب الله”.
يقول تقرير “يديعوت” إنّ المطلة أصيبت بأكثر من 150 صاروخاً مُضاداً للدروع من لبنان، في حين أن هناك الكثير من المناول والوحدات السكنية المُتضررة جراء القصف.
وفي السياق، يتحدّث توفيا نيستاين، وهو مستوطن إسرائيلي داخل المستوطنة، ويقول إن منزله لم يعد منزلاً، بل أصبح مكاناً يعبق بالغبار والركام”.
يشير نيستاين إلى أنّه كان يعملُ مُرشداً سياحياً في الجليل قبل الحرب، لكنه في الوقت الحالي لا توجد أي جولات سياحية بفعل الحرب.
يعتبر نيستاين أنّ كل صاروخٍ مُضاد للدروع يمكن أن يشكل النهاية لأي أحد، مشيراً إلى أن أحد الصواريخ سقط بجانبه قبل مدة، وكاد يلقى حتفه بسبب ذلك، ويضيف: “الأمرُ لا يقتصر على الدمار فحسب، بل إن هناك خراباً أيضاً. هناك حدائق مليئة بالأعشاب الجافة، في حين أن هناك شوارع مدمرة، فيما هناك ساحات مسدودة بسياج شائك لصدّ عناصر حزب الله الذين لا يمكثون بعيداً عن هنا”.
في سياق التقرير، تقول “يديعوت أحرونوت” إنه في حال رأى أي مستوطن المنازل في الجانب اللبناني، فإن من يمكث في تلك المنازل اللبنانية سيلاحظ ذلك، موضحة أنه من المُخيف جداً التجوّل في المستوطنة، أي في المُطلة التي باتت مهجورة من سكانها فيما شوارعها أضحت فارغة تماماً من رُوّادها.
تكشف “يديعوت” أن المُطلة كانت تحوي 2000 نسمة وتم إجلاؤهم جميعاً تقريباً، فيما لا يتواجد فيها سوى بعض المزارعين المخضرمين. هنا، يقول أزولاي: “أنا رئيس مستوطنة من دون سكان. كفى.. أريدُ أن أكون رئيساً لمستوطنة فيها سكان يطالبونني يومياً بمواكبة شؤون منطقتهم، مثل أي مستوطنة أخرى عادية”.
بحسب “يديعوت”، فإنّ أزولاي نفسه يتجول متسلحاً ببندقية M16، ولم ينم إلا نادراً خارج المطلة خلال الأشهر الـ7 الماضية، موضحةً أن “منزله يقع في شارع خطير، ولهذا السبب يبيت في مكان آخر”.
يقولُ التقرير أيضاً إن أي إطلاق للصواريخ باتجاه المستوطنات سيؤدي إلى اشتعال الأعشاب الجافة، وهو الأمر الذي قد يزداد بشكل أكبر بفعل حرارة الصيف.
وبحسب أزولاي، فإن 10% من العائلات في المطلة قررت العودة إلى المستوطنة، موضحاً أنه لا يحاول إقناعهم بالبقاء، ويضيف: “بماذا يُمكنني أن أعدهم؟ لا شيء ولا شيء”.
وأضاف: “في الأسبوعين الماضيين، زاد إطلاق النار بشكل كبير عبر الصواريخ المضادة للدروع، والطائرات بدون طيار، والآن الصواريخ أيضاً هي التي تسبب الحرائق. نحن نستوعب ونستوعب ونستوعب، والحكومة الإسرائيلية لا تفعل شيئاً. قادتنا هم رقم واحد في الحديث، ولكنني أريد أن أرى العمل. أريد أن أرى أنه مقابل كل منزل يتم تدميره هنا، يوجد على الجانب الآخر ما بين 50 إلى 100 منزل قد دمر. كيف يعقل أن يعمل مطار بيروت كالمعتاد وتقلع منه الطائرات في كل أنحاء العالم ونحن لا نستطيع الوصول إلى منازلنا؟ إن السابع من تشرين الأول هو المحرقة الثانية، محرقة صغيرة، ويجب أن تتبعها حرب النهضة. حرب الاستقلال الثانية لإسرائيل”.
وعن كون الحرب في لبنان ستجعل أولاده يقاتلون هناك أيضاً، قال: “هذا جزء من واقع حياتنا. ليس هناك ما نفعله. ليس لدي بلد آخر، ولا أملك منزلاً إضافيا”. وأضاف: “كل صباح أستيقظ وأقوم بجولة في المطلة وأبكي بالدموع. أبكي للتنفيس. لقد اتخذت حكومة نتنياهو قرارا غير رسمي بالتخلي عن الجليل الأعلى، لا زراعة، لا سياحة، لا يوجد شعب، لا يوجد شيء هنا”.