“أول” طفل جريح من غ ز ة يصل لبنان للعلاج
كان حلم الطفل آدم عفانة، البالغ من العمر 5 سنوات، أن يصبح شرطياً “للحفاظ على سلامة الناس”، حسبما يقول عمه عيد، قبل أن يفقد والده وإخوته وأبناء عمومته وكل ذراعه اليسرى تقريباً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة قبل 7 أشهر.
والآن، أصبح آدم أول طفل فلسطيني مصاب في حرب إسرائيل على قطاع غزة يصل إلى لبنان، حيث يتلقى العلاج منذ يوم الاثنين في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بمساعدة من “صندوق غسان أبو ستة للأطفال”.
وفي غرفة يغمرها ضوء الشمس في المستشفى، يلعب آدم بمجسمات أبطال خارقين، ويشاهد مقاطع فيديو على جهاز آيباد. يضحك ويمازح عمه وطاقم التمريض، لكنه يرد بإجابات مقتضبة فقط عند سؤاله عن رحلته إلى بر الأمان في بيروت.
ولم يكن جلب آدم إلى لبنان بالمهمة السهلة، فقد أمضى أكثر من 6 أسابيع في غزة بعد إصابته، ما بين محاولات الاحتماء من القصف، وخضوعه لعملية جراحية طارئة في ذراعه من دون تخدير.
وفي أوائل كانون الأول تمكّن عمه من دخول مدينة غزة لمدة يومين فقط، قادماً من مصر لإخراج آدم ووالدته عبر معبر رفح.
لكن الحظ كان حليفهم، إذ أدى الهجوم الإسرائيلي على رفح هذا الشهر إلى غلق المعبر الرئيسي إلى مصر، ما أدى إلى انقطاع المساعدات ومنع خروج الأعداد الضئيلة التي كانت تغادر القطاع للحصول على للمساعدة الطبية.
وأمضت الأسرة نحو 6 أشهر في مصر، لكن ذراع آدم كانت بحاجة إلى رعاية متخصصة. وهكذا بدأت محاولات نقله إلى لبنان، وهو بلد ذو توازن طائفي غير مستقر، وتاريخ معقد مع اللاجئين الفلسطينيين، وقيود صارمة على دخولهم.
وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، فضلو خوري، للصحافيين في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الجامعة أجرت مناقشات مكثفة مع السلطات اللبنانية للسماح لآدم بالدخول، وسط آمال في أن يكون الطفل هو الأول من بين مزيد من الأطفال الفلسطينيين الذين سيستفيدون من خبرة المستشفى في علاج إصابات الحروب.
وقالت دانيا دندشلي، من “صندوق غسان أبو ستة للأطفال”، لـ”رويترز” إن المنظمة تأمل في علاج 50 طفلاً فلسطينياً في المجمل من جرحى الحرب، في لبنان خلال العام المقبل.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن العملية العسكرية الإسرائيلية، عبر البر والجو، أدت إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، وإصابة أكثر من 81 ألفاً.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم شنّته حركة حماس على بلدات إسرائيلية؛ مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.