“ردود فعل” إسرائيلية على “فيديو الهدهد”
نشر حزب الله، الثلاثاء، مقطع فيديو، مدته نحو 10 دقائق، لمسيرة تابعة له، صورت فيه مواقع حساسة بفلسطين المحتلة، تضم موانئ بحرية ومطارات لمدينة حيفا.
وبالإضافة إلى ميناء حيفا، تضمنت اللقطات، صورا لمواقع عسكرية استراتيجية في شمال فلسطين المحتلة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي ومواقع للقبة الحديدية ومقلاع داود، بالإضافة إلى لقطات لمنطقة سكنية في “كريات يام” القريبة.
وتقع حيفا على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
ولم يكن من الواضح تاريخ التقاط تلك الصور، بينما لم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على الفيديو، وفق صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
ويبدو أن اللقطات، أخذت على بعد حوالي 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية، وتشمل أيضا جزءا من قاعدة بحرية إسرائيلية، بالإضافة إلى العديد من السفن الحربية والبنية التحتية التابعة لوحدة الغواصات البحرية، “شايطت 7″، تؤكد الصحيفة الإسرائيلية.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي، قال في بيان، الثلاثاء، إن “طائرات سلاح الجو التابعة له هاجمت طوال اليوم فرق إطلاق الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله”.
وجاء في البيان المصحوب بمقطع فيديو “خلال النهار، هاجمت طائرات سلاح الجو فرق إطلاق الطائرات بدون طيار من الوحدة الجوية لحزب الله، التي قادت عشرات العمليات ضد إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي”.
ويشن حزب الله، هجمات على قواعد إسرائيلية، منذ أكثر من ثمانية أشهر، تاريخ بدء الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأرسلت الحزب خلال تلك الفترة، طائرات مسيرة لغرضي المراقبة وشن هجمات، وفق وكالة “رويترز”.
ولفتت “تايمز أوف إسرائيل”، إلى أنه “في شهر تشرين الثاني، صرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الحزب أرسل طائرات استطلاع بدون طيار فوق حيفا”.
وفي الأشهر الأخيرة، قام الحزب بشكل متزايد بإرسال طائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرات محملة بالمتفجرات، على شمال فلسطين المحتلة.
وقالت الصحيفة إنه “بعد وقت قصير من نشر اللقطات، قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط ثلاث طائرات بدون طيار مشتبه بها، فوق الجليل الغربي”.
صحيفة “يدعوت أحرنوت” قالت إنه “من المفارقات أن اسم المسيرة يرمز إلى الهدهد، الطائر الوطني الإسرائيلي”، مؤكدة أن “مقاطع الفيديو تضمنت فعلا لقطات لميناء حيفا وأحياء سكنية في المدينة ومركز تسوق ومصنع لشركة رافائيل للدفاع، كما وثقت تعقب طائرة بدون طيار لمركبة متحركة.
وتساءلت الصحيفة حول السبب وراء عدم رصد الطائرة التابعة لحزب الله قائلة “إذا، كما يدعي حزب الله، تم التقاط اللقطات بالفعل بواسطة طائرة بدون طيار تسللت إلى المجال الجوي الإسرائيلي وعادت إلى لبنان، فإن القضية الرئيسية هي كيف تمكنت من القيام بذلك دون إطلاق أي تحذيرات أو إنذارات؟”.
وتابعت، “كيف تمكنت طائرة من دون طيار من إنتاج مثل هذه الصور الملونة عالية الجودة لمواقع حساسة من ارتفاع منخفض نسبيًا لمثل هذه الفترة الطويلة من الزمن”.
ومضت الصحيفة “السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تمكنت من العودة إلى لبنان والهبوط بسلامة؟”.
ومن غير الواضح ما إذا تم تصوير اللقطات عالية الدقة، بواسطة طائرة واحدة أو عدة طائرات بدون طيار.
تعليقا على ذلك قالت الصحيفة “ربما على الجيش الإسرائيلي فحص قدرات الطائرة بدون طيار، والتي لم تكن معروفة لإسرائيل من قبل”.
وكان وزير الخارجية إسرائيل كاتس أول مسؤول كبير يعلق على مقطع الفيديو الذي بثه حزب الله.
وقال في منشور على أكس إن “نصر الله يتباهى بتصوير موانئ حيفا التي تديرها شركات عالمية من الصين والهند، ويهدد بمهاجمتها”.
وتابع “نحن قريبون جداً من لحظة اتخاذ القرار بتغيير القواعد ضد حزب الله ولبنان. في حرب شاملة سيتم تدمير حزب الله وسيتعرض لبنان لضربة شديدة”.
ثم مضى إلى القول “ستدفع دولة إسرائيل الثمن على الجبهات الأمامية والداخلية، ولكن مع وجود أمة قوية وموحدة والقوة الكاملة للجيش الإسرائيلي، سنعيد الأمن إلى سكان الشمال”.
من جانبها قالت القناة الإسرائيلية 14 إن “المؤسسة الأمنية تقوم الآن بالتحقيق فيما إذا كان عرب إسرائيليون ساعدوا حزب الله على التصوير في أعماق البلاد”.
الإعلامي والمحلل الإسرائيلي المعروف، جاكي حوجي، قال إن “فيديو حزب الله هو وسيلة لتوضيح موقفه مما يجري ورسالة إلى إسرائيل مفادها أنتم تقاتلون بقوة مفرطة وتجبروننا على التصعيد”.
وتابع في منشور على منصة “إكس” أن حزب الله أراد أن يقول “إذا لم تخفضوا التصعيد، فسيتعين علينا الرد بقوة أكبر، وإذا أردنا ذلك فإن حيفا في متناول أيدينا”.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله، حليف حماس، القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول 2013، على إسرائيل وأدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.
والثلاثاء، زار موفد أميركي إسرائيل سعيا لوقف التصعيد مع لبنان بعد أن أعلن مسؤول إسرائيلي أن حزب الله أطلق أكثر من خمسة آلاف قذيفة عبر الحدود منذ بداية حرب غزة.
والتقى المبعوث الأميركي الخاص، أموس هوكستين، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفريقه في القدس بعد أيام من تصريح وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال جولة في الشرق الأوسط بأن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الأمثل لوقف أعمال العنف بين حزب الله وإسرائيل.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، إن “حزب الله أطلق أكثر من خمسة آلاف قذيفة وصواريخ مضادة للدبابات ومسيرات مفخخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بدء الحرب”.
وقال منسر “ندافع عن أنفسنا من هجوم حزب الله. لا نزاع حول الأراضي بين لبنان وإسرائيل”.
ويقول حزب الله إنه “نفذ أكثر
من 2100 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ 8 تشرين الأول أي اليوم التالي لهجوم حماس”، وفقا لبيان نشره الأسبوع الماضي.
وصعد حزب الله هجماته الأسبوع الماضي بعد استشهاد القيادي البارز في الحزب “أبو طالب” في غارة إسرائيلية على قرية جويا، الثلاثاء.
ووصفه الجيش الإسرائيلي بأنه “أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان”.
ودفع ذلك حزب الله إلى شن هجمات مستهدفة على عدة قواعد للجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش الاسرائيلي، الاثنين، أنه قتل في غارة جوية في جنوب لبنان محمد مصطفى أيوب، الذي وصفه بأنه “ناشط مركزي في الوحدة الصاروخية بوحدة نصر في حزب الله”.
وحذر المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري، الأحد، من أن “الهجوم المتزايد لحزب الله يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدا أوسع – وهو تصعيد يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها”.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التصعيد الأخير على الحدود الجنوبية اللبنانية وحذرت من خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى تصعيد تتسع رقعته.