في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، باتت موجات الحر من التحدّيات الجديدة التي لا بدّ من التعامل معها، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهتها بشكل أفضل. ولا يخلو ارتفاع درجات الحرارة هذا من المخاطر على جسم الإنسان وصحته. ولعلّ ارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية من المخاطر التي أثبتتها دراسات عديدة، بما أن القلب يعمل عندها بجهد أكبر لدفع الدم إلى مختلف مواضع الجسم. أما جفاف السوائل في الجسم فقد تكون أكثر التداعيات رواجاً وخطورة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما يستدعي المزيد من الحرص في موسم الصيف لتجنّب التعرّض لها.
ماذا يحصل في جسم الإنسان بسبب الحر؟
بسبب الحر الزائد، تزيد معدلات التعرّق ما يسبّب فقدان السوائل والأملاح في الجسم. وبالتالي يحصل تغيير في التوازن بينهما. في الوقت نفسه، يُحدث الحر الزائد تغييرات عديدة في جسم الإنسان، وهي تغييرات لا بدّ من توقّعها في ظل موجة الحر التي تطال دولاً عدة في العالم في السنوات الأخيرة في موسم الصيف.
-التعرق الزائد وفي حال عدم شرب كميات كافية من الماء يحصل دوار وشعور بالإغماء
-تسارع في نبضات القلب بسبب الجهد الأكبر المطلوب من الجسم
-طفح جلدي
-تورم القدمين
أهمية الماء في الجسم
يتكوّن جسم الإنسان من الماء بنسبة 60 في المئة منه، بحسب الخبيرة في علم التغذية الدكتورة نيفين بشير. هذا ما يؤكّد على أهمية الماء لمختلف وظائف الجسم ومنها الدورة الدموية وعملية الأيض. من هنا أهمية الحفاظ على توازن وثبات في معدلات الماء في الجسم. ولتحديد الكمية المطلوبة من الماء التي على كل إنسان أن يحصل عليها، تشير إلى أن ثمة قاعدة لا بدّ من الاستناد عليها، وتقضي بالحصول على 100 ملل لأول 10 كيلوغرامات من جسم الإنسان، و50 ملل للكيلوغرامات الـ10 الأخرى، ثم تُجرى عملية حسابية تقضي بضرب الباقي بـ 20 ملل، ويكون المجموع عبارة عمّا يجب الحصول عليه من الماء في اليوم.
وفيما لا يتعرق الجسم بمعدلات زائدة في موسم الشتاء، بحيث لا يحتاج إلى المزيد من الماء عندها، تزيد هذه الحاجة في أيام الحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وإلى التعرق الزائد، خصوصاً في حال ممارسة نشاط جسدي. وتجنّباً لخسارة السوائل في الجسم، من الضروري تعويض ما يخسره الجسم وتأمين حاجاته بمعدلات كافية تجنّباً لجفاف السوائل في الجسم. علماً أن الشعور بالعطش من العلامات التي تدلّ إلى أن الجسم قد بلغ مرحلة جفاف السوائل فيه، ويجب عدم الانتظار حتى حصوله. مع الإشارة إلى أنه يجب عدم شرب الماء لترطيب الجسم دفعة واحدة، بل على دفعات عدة خلال النهار.
ما علامات جفاف السوائل في الجسم؟
-العطش
-تراجع معدلات التبول
-شعور بالإرهاق
-آلام الرأس
-الجفاف في الفم والشفتين
-دوار
-تأثير على القلب
إضافة إلى أعراض أخرى عديدة نتيجة جفاف السوائل الحاد في الجسم.
ما المشروبات الصيفية الصحية التي يمكن اللجوء إليها لترطيب الجسم؟
يُعتبر الماء المشروب المفضّل لترطيب الجسم وتأمين الشعور بالارتواء، بحسب ما توضحه بشير. لكن البعض لا يعتبره مشروباً مفضّلاً، وقد يختار مشروبات أخرى لترطيب الجسم من دون الحصول على وحدات حرارية إضافية:
-الشاي الأخضر المبرّد أو المثلّج. كما يمكن تحضير البابونج أو النعناع وتبريد المشروب بالثلج لتأمين الشعور بالارتواء والاستفادة من مزاياه وترطيب الجسم في الوقت نفسه.
-يمكن إضافة شرائح الخيار أو الليمون أو النعناع في الماء لتحسين مذاقه واللجوء إليه في أي وقت كان خلال النهار لترطيب الجسم.
-المياه الغازية المنكهة.
-عصائر الديتوكس التي تحتوي على الخضراوات كالكرافس والكراث مع محلٍ صناعي لتأمين السوائل في الجسم. لكن لا تنصح بشير باللجوء إلى العصائر بالفاكهة، لأنها تحتوي حكماً على المزيد من الوحدات الحرارية والسكر.
-مشروب بالكافيين أو منزوع الكافيين مثلّج مرّة في اليوم.
في المقابل، لا بدّ من الابتعاد عن المشروبات الغازية الغنية بالسكر والعصائر الطبيعية الغنية بالسكر والعصائر المعلبة أيضاً، وإن كانت تؤمّن الشعور بالانتعاش. فهذه المشروبات غنية بالوحدات الحرارية.
“النهار”- كارين اليان