رأى الصحافي صهيب جوهر أن “حركة حماس كانت تملك تصورًا واضحًا لمدى تطور الحرب، بدليل أن عملية التصنيع العسكري للمعارك الميدانية لا تزال شغالة كذلك المواجهة من مسافة صفر حتى أن بعض المخزون الصاروخي لا يزال موجودًا”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال جوهر: “الواضح حتى اليوم هو أن حركة حماس هي الوحيدة التي تملك خطة لليوم التالي، وهي اليوم مقتنعة بخطة حزب الله القائمة على مبدأ نتحكم ولا نحكم، لأن الحكم له تبعات كبيرة على كافة مجموعات الإسلام السياسي في المنطقة، وبالتالي تحاول حماس ضمان مشاركة غير مباشرة في الحكم ولكن ضمن مبدأ لكم فوق الأرض تحت نظرنا، ولكن ليس لكم علاقة بما يجري تحت الأرض “.
وإعتبر أن “لا مستقبل للشعب الفلسطيني دون حركة حماس لأنها جزء من مكونات الشعب وعملية إخراجها من المشهد الفلسطيني بات مستحيلاً، كما أن لا أحد يملك تصورًا عن تاريخ وكيفية إنتهاء الحرب حتى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نفسها”.
وتابع، “يحكى اليوم عن إنسحاب من غزة وقد تتجه إسرائيل نحو موقع فيلادلفيا على الحدود مع مصر وإلى معبر نتساريم كي تشكل نوع من الكماشة على قطاع غزة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة إلى وقف العمليات قبل الذهاب إلى الولايات المتحدة وإلى إعلان شبه إنتصار، وبالتالي هو ذاهب نحو المرحلة الثانية من الحرب”.
وأضاف “في رأيي جزء من المرحلة الثالثة هو الذهاب نحو الحرب مع لبنان، والبعض يتحدث عن إجتياح بري ربطًا بعملية التدمير في المنطقة العازلة، في حين يرى البعض الآخر أن إسرائيل قد تنفذ عمليات على أهداف محددة يردّ بعدها الحزب فندخل عمليًا ضمن الحرب المفتوحة التي لا يضمن أحد نتائجها”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة الأميركية أصبحت مقتنعة بأنه لا يمكن إجتثاث حركة حماس، وهي حاليًا تبحث عن إمكانية دمجها بالجيش الفلسطيني”.
وأكد أن “إسرائيل هي الوحيدة الراغبة بالحرب رغم أن كل ما يحدث في قطاع غزة يحدث بغطاء أميركي، وفي رأيي لا يمكن أن تحصل حرب في المدى المنظور والعالم متجه نحو صورة نظام إقليمي جديد عنوانه تبريد الأجواء لذلك يقوم الوسطاء بمحاولة تبريد بعد التصعيد في الأسابيع الماضية، وإلى تسوية شبه منجزة”.
وأشار إلى أن “الوساطة القطرية تساهم في إنجاح الحل لأن حزب الله يرتاح بالتحدث إلى القطريين، وقطر قادرة على التحاور مع الأطراف كافة، والوساطة ستتضمن مرحلتين الأولى هي العودة إلى قواعد الإشتباك السابقة، والثانية هي تجميد للعمليات العسكرية مما ينعكس إيجايبًا على الجبهة اللبنانية، كما أن دولة قطر تريد المشاركة بالحل وبإعادة الإعمار وبمساهمة الشركات القطرية بالصناعة والسياحة وبإستخراج النفط”.
وختم الصحافي صهيب جوهر بالقول: “الطائفة الوحيدة في لبنان التي تحاسب زعماءها هي الطائفة السنية والوحيدة التي تميز بين الأمر المرحلي والإستراتيجي، وسنة لبنان في هذه المعركة المفصلية في مواجهة إسرائيل يحتضنون الفلسطينيين ولكنهم لم ينشؤوا يومًا ميليشيا لمعرفتهم بخطورتها، فالسنة مع خيار الدولة والمؤسسات، وكل المحاولات الجارية لجلب السنة إلى خندق فلسطين هدفها أن يقول حزب الله للمسيحيين تعالوا نعيد حلف الأقليات”.