لبنان دخل المرحلة الثالثة من الح ر ب.. هذا ما تحمله الأيام القادمة
شكّلت زيارة المندوب الأميركي آموس هوكشتاين إلى باريس محطة جدية لترتيبات الحدود بين لبنان وإسرائيل في حال نجحت المساعي التي تبدأ اليوم في قطر لوقف إطلاق النار في غزة استجابة لطرح الرئيس الأميركي جون بايدن، ولكن هل يمكن البناء على هذا الحراك؟ وهل تنسحب التهدئة على الحدود الجنوبية؟.
في هذا الإطار, يؤكد الكاتب والمحلّل السياسي علي حمادة في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “ثمة مؤشرات تفيد بأن الحرب ستنحسر لكنها لا تنتهي، وهناك تراجع في حدة المعارك وفي نطاقها”.
موضحاً أن الإسرائيليين يتحدثون عن المرحلة الثالثة وهي مرحلة: التوغلات والهجمات المباغتة والإغتيلات، القتل المستهدف، الغارات التي تستند إلى معلومات إستخباراتية وهي شبيهة بما يحصل في الضفة الغربية لكن بالتأكيد بمعونة قوات أكبر، بمعنى أنه في الضفة الغربية وعندما تتوغل القوات الإسرائيلية داخل مخيم أو مدينة فلسطينية فإنها تتوغل بقوات محدودة وبسيارات مدرعة وأليات خفيفة مدرعة وليس بدبابات.
ويقول: أما في حالة غزة فالتوغل يكون بلواء كامل ولعدة أيام، وبمؤازرة الطائرات المقاتلة والقصف بالطائرات وطائرات الهليكوبتر وحتى بالبحرية في حال كانت الأحياء المراد التوغل بها هي أحياء فريبة من الشاطئ.
ويشير إلى أن هناك نقطة أخرى وهي تتمثل بعدم تنازل إسرائيل عن السيطرة عن نتساريم الذي يفصل القطاع إلى نصفين إضافة إلى أنها ستواصل السيطرة على محور فيلادلفيا وهو الفاصل ما بين رفح ومصر، كما أنها سوف تستمر بتوسيع نطاق علمياتها داخل رفح شيئا فشيئا عبر قضم مزيد من الأحياء إنما ببطء شديد وبمحاولة عدم إثارة الرأي العام الدولي.
ووفق هذه المعطيات يرى أن هذه هي المعادلة الحالية في غزة مما يعني أن الحرب مستمرة إنما بأشكال مختلفة وبأسلوب مختلف .
وإذ يتساءل ما إذا كانت الجبهة اللبنانية ستهدأ حكما؟ ليعبّر عن اعتقاده أنها لن تهدأ حكما بالكامل لكن ستتراجع من ناحية حز.ب الله لجهة الإستهدافات مع تراجع حدة الضربات على غزة، إنما الموضوع يبقى مشكلة مكتملة الأوصاف وهي ما هو مستقبل الواقع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وكيف يمكن حل هذه الإشكالية الكبيرة.
ويوضح أن إسرائيل تريد إتفاقاً دبلوماسياً مكتمل الأوصاف تكون فيه منطقة عازلة قريبة من الحدود الإسرائيلية، إلا أن حز.ب الله يرفض ذلك وسوف يوافق ربما على خفض التوتر والتصعيد ولاحقاً متى توقفت الحرب غزة سوف يوقف إطلاق النار لكنه سيبقى على زناده قرب الحدود وعلى مسافة صفر من الحدود الإسرائيلية.
ويعتبر أن وجه الخطورة يكمن هنا لأن هذا الأمر سوف ينعكس على الداخل الإسرائيلي وعلى حوالي 100 ألف إسرائيلي تركوا منازلهم في الشمال الإسرائيلي, ممّا ينذر بإحتمال إنفجار صراع مسلح أكبر لاحقا في منطقة الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي.
وينبّه في هذا الإطار إلى أن نتنياهو يفضل أن يبقي على الحرب أن لا يوقف الحرب في غزة، هذا أولا فهو يريد حلا للشمال الإسرائيلي ويكون حلاً ثابتاً وراسخاً وليس حلاً قائماً على وقف إطلاق النار مع بقاء آلاف المقاتلين من حز.ب الله وإعادة بناء القدرات العسكرية والبنى العسكرية لحز.ب الله التي ضربت خلال هذه المواجهة مدة 9 أشهر ويشير إلى النقطة الأخيرة وهي السؤال ما هي إنعكاسات إنهيار حملة الرئيس جو بايدن الإنتخابية بعد المناظرة الأخيرة بينه وبين المرشح الآخر الرئيس السابق ترامب؟ وهل يفسح هذا في المجال أمام إسرائيل لكي تتخلص من ضغوطات الإدارة الأميركية؟ ويؤكد ان هذا سؤال كبير وحتى الآن ليس هناك من إجابة على ذلك إذ اننا في مرحلة ضبابية ورمادية بين إمكانية الإفلات من حرب كبيرة أو انفجارها لتأخذ في طريقها كل المحاولات والوساطات لمدة طويلة ولعدة أشهر.
ليبانون ديبايت