يزخرُ لبنان بمئات المواقع السياحيّة والتُراثيّة العريقة التي تجذبُ السيّاح والمُقيمين على مدار السّنة، إلاّ أنّ حُكّام لبنان الذين لا يؤتمنون على حاضرنا، يُمعنون في إهمال الماضي الجميل بتُراثه وحضاراته وما يحمله من كنوز يُمكن الاستفادة منها على أكثر من صعيد، في وقتٍ يتوجّب عليهم حمايتها والحفاظ عليها للأجيال المُقبلة.
إليكم في السّطور الآتية 3 مواقع تاريخيّة وأثرية تُعاني من إهمال كبير لدرجة أنّ الأجيال الجديدة لا تعرف عنها شيئاً.
قلعة دوبية
إنّها واحدة من أجمل معالم لبنان الأثريّة، قلعة دوبية أو الحصن الجميل المنسيّ في بلدة شقرا في قضاء بنت جبيل عانقت أكثر من ألف عامٍ من صفحات الماضي وتعاقبت عليها مُختلف الحضارات. وفي وقتٍ تؤكّد فيه بعض الوثائق أنّ القلعة تعود الى العهد الرّوماني، يُعيدها مؤرّخون الى العهد الصليبي.
دمّر القصف الإسرائيليّ جزءاً من القلعة في الـ1972، أمّا اليوم، فالإهمال يُدمّر ما تبقّى منها لتبقى مقصداً لأهالي البلدة والجوار فقط في غياب أيّ أعمال للصيانة فيها تؤمّن حماية الزوار من بعض الانهيارات التي تحصُل فيها.
التياترو الكبير
في أيّام الزّمن الجميل، عرف اللبنانيّون صرحاً فنياً ومسرحيّاً ضخماً لا مثيلَ له اليوم. نتحدّثُ عن التياترو الكبير الذي أُقفل مع بداية الحرب الأهليّة في الـ1975 والذي يعود تاريخه الى أواخر عشرينيّات القرن الماضي.
كان هذا الصرح يستقبل أهم عروض الأوبرا والمسرحيّات العالميّة، وعلى خشبته صدح صوت أمّ كلثوم ومحمد عبدالوهاب وصباح، ومع بداية الحرب، عانى التياترو الكبير الكثير من الدّمار، أمّا اليوم فأصبح في طيّ النسيان في غياب أيّ محاولات جديّة لإعادة إنعاشه بالرّغم من عشق اللبنانيّين للفنون على أنواعها.
قلعة دير كيفا
كثرٌ لا يعرفون قلعة دير كيفا الواقعة بين تلال جبل عامل في جنوب لبنان، والتي تُعتبر رمزاً للصمود بعد الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة عليها على مدار سنوات.
هذه القلعة التجاريّة هي واحدة من أبرز المعالم الصليبيّة في لبنان وهي مبنيّة على بقايا قلعة فينيقيّة في بلدة دير كيفا قرب صور، ويُقال إنّ المسيح زارها ومكث فيها.
اليوم، باتت معالم هذه القلعة شبه مُدمّرة بفعل الزّمن وجراء نسيانها تماماً من قبل المعنيّين.