تحدّث مُحللون إسرائيليون عن واقع إسرائيل مع الجبهة اللبنانية وسط استمرار الحرب مع “حزب الله” منذ 8 تشرين الأول الماضي.
الباحث الإسرائيلي عوزي ربيع توقف عند الخطاب الأخير لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، معتبراً أن الأخير يشنّ “حرباً نفسية” ضد إسرائيل“، ويضيف: “إن إيران وحزب الله حققا أشياء وفقاً لطريقتهما. من وجهة نظر الطرفين المذكورين، فإنّ الإنجازات كبيرة من حيث إرهاق وتهجير الإسرائيليين، وما حصل هو أنّ التنظيم حقق مثل هذا الإنجار”.
وفي حديثٍ له عبر إذاعة “FM103” الإسرائيلية وترجمهُ “لبنان24”، يقول ربيع إنّ “انسحاب حزب الله وإيران إلى شمال نهر الليطاني هو أمرٌ غير وارد لأنه سيساهم في إبطال إنجازاتهما”، ويكمل: “زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار غير مُهتم بالمعاناة التي يعيشها أهل غزة، فيما أمين عام حزب الله سيكون أمام مشكلة كبيرة جداً إذا تراكمت المشاكل اللبنانية أمامه”.
واعتبر ربيع أنّ المشكلة الحقيقية التي تُكبل أيدي إسرائيل هي الولايات المتحدة الأميركية، فالأخيرة هي الصديق الأساسي لتل أبيب وعبرها يتم توفير الأسلحة لكن لديها في الوقت نفسه سلسلة من الاعتبارات الخاصة بها، وبالتالي على إسرائيل أن تتحرك في مجال فيه الكثير من القيود”.
وأكمل: “يُدرك نصرالله أنه أوصل إسرائيل إلى موقف يواجه فيه الشعب حكومته بأزمة ثقة عميقة للغاية. إنّ إسرائيل لن تكون قادرة على أن تقول لمستوطني الشمال مع لبنان عودوا إلى دياركم. إن سكان تلك المنطقة يريدون أن يروا ترتيبات أمنية صارمة بما فيه الكفاية”.
وختم: “إسرائيل على مُفترق طرق، ولديها مشكلة صعبة.. عندما تم إطلاق الصواريخ من لبنان، كان ينبغي علينا في إسرائيل أن نوجه ضربة قاسية للبنية التحتية في لبنان“.
من ناحيته، يقول الخبير الإسرائيلي أميتسيا برعام إنّ “نصرالله يريد أن يقول إنه بفضله سيجبر الجيش الإسرائيلي على وقف القتال في غزة“، وتابع: “إن نصرالله يحاول تصوير نفسه في العالم الإسلامي على أنه البطل الذي ينقذ السنوار وأهل غزة“.
وتابع: “إن أمين عام حزب الله يريد أن يُعتبر أهم زعيم مسلم في العالم من خلال تمجيد كفاحه ضد إسرائيل ومن أجل شعب غزة. مع ذلك، فإن نصرالله يقول إنه يساهم كثيراً في نضال الفلسطينيين”.
وأكمل: “يجب الانتباه إلى تكرار الطلب الذي يصر عليه حزب الله، وهو أنه إذا توقف القتال في غزة، فإن الهجمات على إسرائيل من لبنان ستتوقف. في المقابل، فإنّ نصرالله لم يقل إن وقف إطلاق النار في الشمال مشروطٌ برحيل جميع جنود الجيش الإسرائيلي من غزة، وذلك لأن نصرالله يعلم أنه إذا طلب ذلك فسيؤدي إلى إطلاق أمد الحرب في الشمال”.
وأكمل: “إن نصرالله يعلم أن الجيش لم يخرج من القطاع بهذه السرعة، لذلك لم يطرح هذا الشرط الذي كان سيؤدي إلى إطالة أمد حرب الإستنزاف بين حزب الله وإسرائيل. مع هذا، فإنّ تمجيد الأمين العام للمنظمة ذاتياً، من بين أمور أخرى، هو بسبب المنافسة الخفية بينه وبين السنوار. الإثنان حليفان بالفعل، لكنهما أيضاً منافسان لبعضهما البعض. بعد أحداث 7 تشرين الأول، تعززت هيبة السنوار في العالم الإسلامي، ولذلك يحاول نصرالله أن يطغى عليه ويلمح إلى أن المساهمة الأساسية في الحرب ضدّ إسرائيل هي مساهمة حزب الله“.