ماذا طلبت مجلة أميركية بشأن “ح ز ب الله”… إقرأوا هذا التقرير
نشرت صحيفة “نيوزويك” الأميركية تقريراً جديداً قالت فيه إن الوقت حان لمحاسبة “حزب الله” في لبنان.
وذكر التقرير أنه “صباح 18 تموز 1994، قاد انتحاري شاحنة محملة بالمتفجرات إلى البوابات الأمامية لأحد المراكز المجتمعية اليهودية في بوينس آيرس، يُدعى الجمعية اليهودية الأرجنتينية المشتركة، ليصبح الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الأرجنتين، حيث قُتل 85 شخصاً، وأصيب مئات آخرون؛ وحوصر العديد منهم تحت الأنقاض لأيام”.
وفي هذا السياق، قالت أفيفا كلومباس، المديرة السابقة في البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة والمؤسس المشارك لمنظمة Boundless Israel: “سنحتفل قريباً بذكرى مرور 3 عقود على ذلك الهجوم، الذي لم يتم تقديم فاعله للعدالة، رغم وفرة الأدلة التي تثبت أن كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين كانوا قد وجّهوا جماعة حزب الله، التي تتخذ من لبنان مقراً لها، لتنفيذ الهجوم. هؤلاء هم اللاعبون أنفسهم الذين يزعزعون استقرار الشرق الأوسط اليوم، ويثيرون الحرب مع إسرائيل”.
إلى ذلك، تقول كاتبة تقرير “نيوزويك” إنه “ليس سراً أن إيران مولت جماعات مثل حزب الله ودربتها وسلحتها وأرسلتها لتنفيذ هجمات في جميع أنحاء العالم”، وتضيف: “تصنف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والعديد من الدول العربية بحزب الله، في مجمله، كمنظمة إرهابية، بينما لم يصنف الاتحاد الأوروبي سوى الجناح العسكري للجماعة إرهابياً”.
وتضيف: “مع ذلك، فإن تحديد المشكلة لا يعني مواجهتها، ورغم الجرائم القاتلة لحزب الله، فلم يواجه أي عواقب حقيقية، لا على تفجيره مبنى الجمعية اليهودية الأرجنتينية المشتركة، ولا على تفجيره السفارة الإسرائيلية في لندن في العام نفسه، ولا على قتله سياحاً إسرائيليين وسائق حافلة في بلغاريا عام 2012 (بينما يعيش الشخصان المدانان في تلك الجريمة أحراراً في لبنان تحت حماية حزب الله)”.
وتابع التقرير: “لم تقتصر أهداف الحزب على اليهود والإسرائيليين، فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات عام 1983 على السفارة الأميركية في لبنان والتي أودت بحياة 63 شخصاً. وتُظهِر معلومات استخباراتية رُفعت عنها السرية أن إيران كانت أيضاً وراء تفجيرات ثكنات عسكرية غربية في لبنان في وقت لاحق من ذلك العام، والتي أسفرت عن مقتل 305 أشخاص، معظمهم من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود والعسكريين الفرنسيين. ومثل تفجير مبنى الجمعية اليهودية الأرجنتينية المشتركة، لم يُقدَّم أحد إلى العدالة عن تلك الهجمات”.
وتابع: “بعدما عاش حزب الله عقوداً من الإفلات من العقاب، تعلم أنه لا يستطيع أن يحاسبه أحد على جرائم القتل في جميع أنحاء العالم، والآن يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية واسعة النطاق”.
ويضيف الكاتب: “ما كان ينبغي أن تصل الأمور إلى هذا الحد. كان من المفترض أن ينزع قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 2006، سلاح حزب الله ويرغم المجموعة على الانتقال إلى الشمال من نهر الليطاني، الذي يقع على بعد حوالى 20 ميلاً من ما يسمى الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل”.
وأنشأت الأمم المتحدة قوة مؤقتة في لبنان (يونيفيل) لإنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك، لكن هذه القوة لم تفعل أكثر من مشاهدة حزب الله ينتشر في جميع أنحاء جنوب لبنان، وينتشر في المدن والقرى ويحشد مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف، التي يمكن أن تطغى على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بحسب الكاتبة.
واستخدم حزب الله تلك الترسانة منذ السابع من تشرين الأول لإطلاق ما يقرب من 5000 صاروخ وطائرات دون طيار متفجرة على إسرائيل.
كذلك، أدت الهجمات شبه اليومية إلى إشعال النيران في مساحات شاسعة من شمال إسرائيل وإجبار عشرات الآلاف من الأسر على إخلاء منازلهم إلى أجل غير مسمى. مع هذا، فقد امتدت الهجمات إلى عمق إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، ما جعل المزيد والمزيد من أراضي الكيان غير صالحة للسكن.
وبينما تحدث زعماء العالم بقلق عن التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، فإنهم فشلوا في وقف الهجمات من لبنان أو فرض القرار 1701. وإذا لم يتم التوصل إلى حل، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى أن تتولي الأمور بنفسها، كما يقول تقرير “نيوزويك”.
مع هذا، تقول كاتبة التقرير إن “الأوان لم يفت بعد لوقف الحرب الوشيكة ولكن هذا لن يحدث إلا إذا واجه المجتمع الدولي حزب الله ودعم قراراته بحزم”، وأضاف: “هذا يعني تصنيف الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله كمنظمات إرهابية، وهو ما لن يترك مجالاً للغموض في تجميد الأصول، وتكثيف جهود مكافحة الإرهاب، وتقديم الإرهابيين إلى العدالة. هذا يعني أيضاً تنفيذ نظام مراقبة حقيقي وضمانات بعدم عودة حزب الله إلى الأراضي الإسرائيلية واستئناف الهجمات على المدن الشمالية”.
(24)