في الوقت الذي تتسارع فيه الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، تبرز مجموعة من الشخصيات من أصول عربية في الحملة الانتخابية للرئيس السابق، دونالد ترامب، والتي تلعب أدوارا متنوعة ومهمة في مساعيه للعودة إلى البيت الأبيض. ومن بين هذه الشخصيات نجد مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأصل ووالد زوج تيفاني ترامب، وجون عاقوري الناشط السياسي من جذور لبنانية، والمحامية ألينا حبة المتحدرة من أصول عراقية، إضافة إلى غابرييل صوما، الأستاذ في القانون الدولي الذي سبق له أن كان ضمن المجلس الاستشاري لترامب. ويسعى حلفاء دونالد ترامب لكسب أصوات الأميركيين العرب الساخطين على سياسات الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط وإدارته للحرب الدائرة في غزة، ويقود هذه الجهود مسعد بولس، والد زوج ابنة ترامب تيفاني، مسعد بولس، مستخدما علاقاته في المجتمع العربي الأميركي. وولد مسعد بولس في لبنان، ثم انتقل إلى تكساس قبل وقت قصير من التحاقه بجامعة هيوستن وحصوله على درجة الدكتوراه. وبولس، متوسط القامة بشعر أسود أشيب، ونظارات مربعة، وابتسامة دافئة وودية، غالبا ما يتم الثناء عليه لسلوكه الهادئ وتواضعه – وهي صفات لا ترتبط دائما بشخص يشرف على تكتل بقيمة مليار دولار. وقال منسق العلاقات العربية لحملة دونالد ترامب إنه شارك بنشاط في السياسة الجمهورية عندما كان طالبا. وبعد تخرجه، انضم إلى شركة عائلته المكونة من ثلاثة أجيال وأصبح العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة SCOA Nigeria، المتخصصة في تجميع وتوزيع السيارات والمعدات. ويتمتع بولس بخلفية سياسية في وطنه، حيث ترشح لمقعد برلماني في لبنان عام 2009 دون أن يحقق نتيجة تذكر. وكان بولس مؤيدا لترامب منذ حملته الأولى، وأصبح منخرطًا بشكل مباشر أكثر بعد لقائه بترامب في حفل عيد الميلاد بالبيت الأبيض في عام 2019. وفي ذلك الوقت، كان ابنه مايكل يواعد تيفاني ترامب. وساعد بولس في حملة ترامب 2020، لكن دوره توسع بشكل كبير منذ أن تزوج نجله مايكل من تيفاني ترامب في 2022، خاصة وأن استياء العرب الأميركيين من بايدن قدم ما يعتقد حلفاء ترامب أنه فرصة سياسية أكبر. وإلى جانب بولس، يبرز اسم الناشط السياسي ذي الأصول اللبنانية جون عاقوري، الذي سبق له أن عمل رئيسا مشاركا لحملة الولاية خلال انتخابات عام 2016، التي فاز بها وكان مشاركا في حملته الأخيرة التي خسرها أمام جو بايدن. ويشغل جون عاقوري، منصب رئيس ومدير تنفيذي لغرفة التجارة اللبنانية الأميركية في مدينة “رويال أوك”، وكان حاضرا خلال التجمع الانتخابي الأخير لترامب رفقة باقي جمهوريي الولاية. وعاقوري أيضا عضو سابق في مجلس مدينة فارمنغتون هيلز وهو استراتيجي في حملات الحزب الجمهوري بالولاية، وفقا لموقع “ديترويت نيوز”. وخلال فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، طرح اسم عاقوري بقوة لشغل منصب سفير واشنطن في بيروت. “أنا ولدت لأب وأم عراقيين هربا إلى أميركا منذ 4 عقود بسبب الملاحقات والقمع وانعدام الحرية” بهذه الكلمات وبنبرة صوت قوية، تحدثت ألينا حبة في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري للعام 2024، الخميس، عن الرئيس ترامب، مؤكدة أنه قدم لها كل الدعم في مشوارها المهني وحياتها باعتبارها امرأة أميركية من أصول عربية كاثوليكية. وقالت حبة، المحامية وكبيرة مستشاري حملة ترامب، للحشود إنها تريد أن تأخذ الحديث “إلى ما أبعد من القانون والعناوين الرئيسية للصحف”. ونسبت الفضل إلى ترامب في دعم مسيرتها المهنية وإلهام “الشابات الأخريات ذوات الأحلام الكبيرة”. وحبة، 39 عاما، ارتقت من محامية غير معروفة إلى تمثيل الرئيس السابق للولايات المتحدة في بعض قضاياه الأكثر خطورة على المستوى الشخصي، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”. ومثلت حبة الرئيس السابق في العديد من الدعاوى القضائية، بما في ذلك قضية الاحتيال المدني التي رفعها المدعي العام في نيويورك، حيث يستأنف ترامب حاليا حكم القاضي الذي تبلغ قيمته حوالي نصف مليار دولار. وقد أجرت ذات مرة محادثة هاتفية مرتجلة مع أحد المؤيدين في منتصف محاكمة في مانهاتن، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”. وتتولى حبة، المحامية والمتحدثة القانونية باسم ترامب، دورا رئيسيا جديدًا تأمل أن يساعد في إنجاز المهمة الحاسمة المتمثلة في إعادته إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني المقبل، وفقا لشبكة “فوكس نيوز”. وبحسب موقعها الرسمي، تتمتع حبة بخبرة واسعة في مجالات متعددة من التقاضي، بما في ذلك التقاضي المؤسسي، والعقارات التجارية، وقانون الأسرة، والخدمات المالية، والقضايا المتعلقة بالبناء. وهي مرخصة للممارسة في نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت والمحاكم الفيدرالية والمحكمة العليا الأميركية. كما عملت سابقا ككاتبة قانونية للقاضي يوجين ج. كودي جونيور. وإلى جانب اشتغالها في قضية ترامب، قادت العديد من القضايا البارزة إعلاميا، بما في ذلك دعوى جماعية فيدرالية ضد دار رعاية في نيوجيرسي، بالإضافة إلى دعوى مدنية ضد بلدية ساليسبوري في ولاية كونيتيك. ومن بين الأسماء العربية الأخرى المرتبطة بالحزب الجمهوري، غابرييل صوما، وهو محام وبروفيسور في القانون الدولي، وعضو سابق في المجلس الاستشاري للرئيس الأميركي السابق. وصوما محام لبناني، ولد في لبنان وتخرج من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. مارس المحاماة في لبنان وبعدد من الدول العربية، قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى إخوته الذين كانوا يدرسون هناك. ويتميز صوما بخبرته الواسعة في القانون الدولي، مع تركيز خاص على: قانون الاتحاد الأوروبي وقوانين الشرق الأوسط والشريعة الإسلامية. بالإضافة إلى التدريس الأكاديمي، حيث يعمل كأستاذ في جامعة فيرلي ديكنسون بنيوجيرسي، مواد القانون الدستوري والقانون الإسلامي واللغة العربية والثقافة والحضارة العربية. |