فؤاد بزي – الأخبار
منذ تأسيس سلاح الجو لدى العدو الصهيوني، لم تتوقف طائراته عن خرق أجواء لبنان، سواء للتدريب أو للاستطلاع، أو لتنفيذ غارات عدوانية، وصولاً الى الترهيب عبر «خرق جدار الصوت» و«غارات وهمية». وإذا كانت الطلعات الترهيبية ذات نتيجة صفرية، إلا أنها ليست مجانية، إذ يتكلّف العدو وقوداً وصيانة وبدلات للطيارين وأكلافاً تشغيلية في المطارات، في حين أصبح خرق جدار الصوت مادةً للتندّر لعدد كبير من اللبنانيين.وفقاً لمجلة «غلوبال ديفنس نيوز»، تبلغ كلفة الطلعة الجوية لطائرة حربية من طراز «أف 15» نحو 40 ألف دولار لكلّ ساعة طيران. وفي حال كانت الطائرة من طراز «أف 16»، المعروفة بأنّها متعدّدة الأدوار، قاذفة ومقاتلة، فتراوح كلفة الطلعة بين 8 آلاف دولار و25 ألف دولار لكلّ ساعة طيران ربطاً بنوع الطائرة والأكلاف التشغيلية المرافقة لها. أما في حال قرّر العدو استخدام «أفضل ما في ترسانته الجوية»، أي طائرة «أف 35» المقاتلة والقاذفة في آن، فمن الممكن أن تصل كلفة الطلعة الجوية إلى 55 ألف دولار لكلّ ساعة طيران.
وبحسب البعد الجغرافي للمطارات العسكرية عن الحدود اللبنانية، يبدأ العدّاد باحتساب الكلفة. فأقرب القواعد الجوية هي قاعدة «رامات ديفيد» التي تبعد 50 كيلومتراً عن أقرب نقطة على الحدود. وتحتوي على 5 أسراب حربية تشكّل الجناح الأول لسلاح الجو التابع للعدو، ومنها تنطلق غالبية الاعتداءات على لبنان. وهي لا تحتاج إلى ساعات طيران طويلة، إذ يمكن لطائرة «أف 16» أن تبلغ الأراضي اللبنانية جنوباً خلال دقائق من إقلاعها. وبحسب مجلة «غلوبال ديفنس نيوز»، تقضي الطائرة المقاتلة نحو ساعتين في الجو قبل العودة إلى قاعدتها، ما يعني صرف 16 ألف دولار على الأقل لمقاتلة «أف 16» و60 ألفاً لمقاتلة «أف 15».
ويعود التفاوت الكبير في كلفة ساعات الطيران إلى اختلاف أحجام الطائرات ومصاريف تشغيلها. فطائرة «أف 16» التي تشكّل العمود الفقري لسلاح الجو المعادي، مثلاً، أصغر حجماً وأخفّ وزناً من طائرة «أف 15»، وتحمل معدات أقل، ما يجعل كلفتها التشغيلية أقل. لكنها تُستخدم بشكل أساسي كقاذفة جو أرض، في حين تبقى طائرة التفوق الجوي «أف 15» الأكثر استخداماً حالياً، ولا سيّما في محاولات إسقاط المُسيّرات، ما يزيد التكلفة التشغيلية على العدو. ويملك العدوّ 175طائرة «أف 16» و66 «أف 15» و39 «أف 35»، وفقاً لمجلة “World air force”، فضلاً عن عدد كبير من طائرات النقل والتدريب والتجسس.
ويُعدّ القيام بغارة وهمية أو خرق جدار الصوت نوعاً من التدريبات التي تجريها الجيوش لتعليم طياريها كيفية الاشتباك والطيران بسرعات أعلى من سرعة الصوت، أي بسرعة أكبر من 1234 كيلومتراً في الساعة (360 متراً في الثانية). غير أن العدو يستخدم هذا الإجراء التدريبي كوسيلة ترهيبية لإصدار أصوات مشابهة لصوت القصف، وترافقها موجة ضغط تؤدي في بعض الأحيان، إن كانت الطائرات على علوٍّ منخفض، إلى تحطّم ألواح الزجاج، أو حتى التسبب بجروح داخلية في الأذنين. وتفسر ظاهرة «خرق جدار الصوت» بقيام طائرة أو جسم انسيابي كالصاروخ بزيادة سرعته خلال الطيران بشكل كبير، ما يؤدّي إلى تراكم موجات الضغط أمامه وخلفه، وهذه الموجات تسير مع الجسم بسرعة الصوت، وعند ارتفاع سرعة الطائرة أكثر من سرعة الصوت تجتمع هذه الموجات في موجة واحدة تسير بسرعة الصوت، فيما تصبح الطائرة أسرع من هذه الموجة، فتتركها خلفها متسبّبة بصوت عالٍ وموجة ضغط قادرة على تحريك الأشياء الخفيفة.