هل يملك وهّاب معطيات حول قضيّة الإمام الصدر
ما زالت قضيّة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر ورفيقيه الشغل الشاغل للمعنيين بهذه المسألة، لا بل إنها أخذت اتجاهات متنوّعة وسط جدال وأخبار وسيناريوهات، وسوى ذلك من عملية الاختفاء، التي بدأت في إيطاليا وانتهت في ليبيا إلى كل ما واكبها ورافقها من فتور وتوتر في العلاقة الليبية – اللبنانية وسوى ذلك، فضلاً عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام، كانت له مواقف نارية وانتقادات لاذعة للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وكل من كان له دور في عملية التغييب، وما زال نجل الرئيس الليبي الراحل هنيبعل موقوفاً بغية إمكانية استدراجه والوصول إلى معلومات وإماطة اللثام حول عملية الاختفاء التي حيّرت المراقبين والأمنيين وسواهم، دون الوصول إلى أي نتيجة، لا بل إن أكثر من شخصية ليبية كانت على تماس مباشر بالقذافي تمت محاورتها عبر الإعلام العربي في برامج متنوّعة حملت ذكريات عن القذافي، لكنهم لم يعطوا الجواب الشافي والكافي حول كيفية اختفائه ودور القذافي في هذه القضية.
وبالعودة إلى محاولات كشف جوانب عن قضية التغييب، وخصوصاً أن ثمة من يشير إلى أن لديه معلومات ومعطيات في هذا السياق، يشار وفق معلومات موثوقة إلى أن أحد كبار الإعلاميين المخضرمين خلال محاورته في الأردن أحد أبرز المقربين من عهد القذافي حينذاك أحمد قذاف الدم، ولدى سؤاله عمّا يملكه من معلومات ومعطيات عن الإمام المغيّب، حاول المسؤول الليبي التهرّب ثم نفى أي علاقة للقذافي وليبيا بهذه المسألة، لكنه قال: ربما ثمة معلومات ومعطيات في هذا الإطار، أنه لا يملك معلومات عن كيفية وصول الإمام إلى ليبيا من إيطاليا، وحاول بديبلوماسية وبلغة أمنية واستخباراتية الانتقال إلى أمور أخرى، وكان قلقاً وخائفاً عندما طرح عليه هذا السؤال، لأنه لم يعد لديه سلطة وبات لاجئاً في دولة عربية، ولهذه الغاية ربما تهرّب من الإجابة عن السؤال، ما يدل على أن ثمة لغزاً كبيراً ما زال فكه يحتاج إلى الكثير للوصول إلى الحقيقة الكاملة حول عملية الاعتقال أو التغييب وكل ما يرتبط بها.
هنا، وفي هذا الصدد، سبق أن تردّد أن الوزير السابق وئام وهاب، لديه معلومات ومعطيات حول قضية الإمام موسى الصدر، لكن أوساط وهاب كشفت لـ”النهار” الوقائع أو المعطيات التي بحوزته، فقالت إنه التقى بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي منذ نحو سبع عشرة سنة، وحينها قال له القذافي أنا معجب بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وأودّ أن أتقرّب منه، وتمنى عليه أن ينقل عرضاً بأنه مستعد لأن يدفع من مليار إلى مليارات الدولارات دعماً للمقاومة ولدورها وحضورها في مواجهة العدو الإسرائيلي، يومها نقل وهاب كلام القذافي للسيد نصرالله، الذي أجابه بالقول: ما بدي شي، بل جلاء قضية الإمام السيد موسى الصدر، لأن هذا الموضوع بنسبة إلينا هو أولوية، ورغب نصرالله يومها في أن تشكل لجنة رباعية من سوريا وإيران و لبنان وليبيا، ومن الطبيعي لبنان غير الرسمي، يومها، لمعرفة قضية السيد موسى الصدر وكل ما أحاط بهذه القضية، فعرض وهاب الموضوع على القذافي، لكن ما جرى في تلك الحقبة بأن قراراً اتهامياً صدر من القاضي سميح الحاج بحق القذافي، ما خلق مشكلات وخلافات كثيرة بعد صدور القرار المذكور الذي أغضب القذافي يومها.
أما عن المعلومات التي يملكها وهاب عن مصير الإمام المغيّب، فترد أوساطه: نعم إنه سأل الرئيس الليبي عن الإمام السيد موسى الصدر، فردّ عليه القذافي بأنه غير موجود ولكنه لم يسأله بالتفاصيل، ولا هو قال أو فسّر ما معنى كلمة غير موجود وانتهت الأمور عند هذا الحد.
ويبقى أخيراً، أن عملية تغييب الإمام موسى الصدر إلى المعلومات التي أفضى بها وهاب، وكل ما رافق وواكب هذا التغييب، فالأمور ما زالت موضع كرّ وفرّ، ولم يظهر الخيط الأبيض من الأسود، فثمة من عوّل على معرفة الحقيقة بعد مقتل القذافي، إلا أن الأوضاع ما زالت في مكانها، وتدور في حلقة مفرغة، وربما ثمة من لديه الخيط الذي يوصل إلى الحقيقة، أو ثمة مسائل استخباراتية وظروف تبقي هذا الجانب مخفياً إلى أن تتبيّن الحقيقة يوماً ما.
“النهار”- وجدي العريضي