إسرائيل ستضحّي بنتنياهو… والإحتمالات مفتوحة بعد الرد
بعد الضربة الإسرائيلية الغادرة للضاحية الجنوبية وسقوط العديد من الشهداء الأبرياء، بات العالم ينتظر حجم الرد لا سيّما أن الرد سيكون مزدوجاً بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، فهل بتنا فعلاً على أبواب حرب مفتوحة؟
في هذا الإطار, يعتبر الكاتب والمحلّل السياسي غسان ريفي في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, بأنه ليس من أدنى شك أن فشل العدو الإسرائيلي في الميدان ومحاصرة نتنياهو في الداخل نتيجة الإخفاقات دفعت الأخير إلى تجميع نقاط لتحويلها إلى إنجازات يقدّمها إلى المجتمع الإسرائيلي.
لكن ما فات نتنياهو،كما يرى ريفي، أن اغتيال القادة لا يبدل حركة الميدان بأي شكل من الأشكال لأن هؤلاء القادة نذروا أنفسهم للشهادة، ودماءهم تتحول إلى وقود لتفعيل العمل المقاوم وتزيد من صلابة المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين.
ويضع ما حصل في الضاحية الجنوبية في خانة الغدر من العدو لا سيّما بعد التطمينات الدبلوماسية للبنان أنه سيتم تحييد الضاحية وبيروت. لكن برأيه فإن العدوان جاء نتيجة لاخفاق العدو في الإستثمار في جريمة مجدل شمس وإحداث فتنة بين الدروز والشيعة إن في الجولان أو لبنان، وينبّه إلى أن هذا الإستهداف كان من الممكن أن يكون كارثياً أكثر لأنه كان بجوار مستشفى وعلى الحائط الملاصق لغرف العناية الفائقة ممّا كان سيتسبب بانفجار كبير، وبالتالي المزيد من الشهداء والدمار.
ويصف ما قام به نتنياهو بالفعل الأحمق فقد أخطأ بما قام به لا سيّما أن بعض أعضاء الحكومة المصغّرة نفى علمه بالعملية وسارعت المستشارة القانونية للحكومة, للقول أن نتنياهو لا يمكنه أن يخوض حرباً في لبنان إلا بموافقة المجلس المصغر، بمعنى أن المجلس نفض يده مما يحصل.
ويؤكد أن المقاومة لن ترد بشكل سريع فهي تقوم بدرس الميدان والأهداف التي تتناسب مع العدوان، ولكن الرد حتمي لأنه يعيد التوازن إلى الحرب وتفعيل توازن الرعب وقوة الردع، لا سيّما أن استهداف المدنيين ليس بالأمر السهل ولن يمر مرور الكرام.
ويؤكد أن إسرائيل التي لا تسطيع خوض حرب واسعة رغم شهية نتنياهو واليمين المفتوحة على الحرب، لأن هناك تيارات أخرى ترى أن هؤلاء يغامرون بمصير الكيان.
إضافة إلى سبب آخر يرجح فرضية عدم التوسع بالحرب وهو الموقف الأميركي الذي لا يريد الحرب رغم “الكليشيه” المعتمد بأن إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها، لأن لديها خوف من أن يجر نتنياهو المنطقة إلى حرب إقليمية لا يريدها أحد وتهدّد المصالح الأميركية في المنطقة.
وإزاء هذه التطورات المتسارعة فإن كل الإحتمالات واردة لجهة الرد وإسرائيل ستتلقّى الضربة الموجعة لكن لا أحد يعلم حتى الساعة ماهيتها وجغرافيتها ومساحتها، مؤكداً أن الصمت الذي انتهجته المقاومة إزاء ما حصل والإكتفاء ببيان مقتضب يزيد من رعب إسرائيل التي فتحت الملاجئ ولكن المقاومة ستعتمد على عنصر المباغتة ليكون الرد موجعاً وبالتالي لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء التي أريقت بالضربة الإسرائيلية.
ولا يستبعد أن يضع هذا الأمر المنطقة أمام احتمالات الحرب، ورغم أن إسرائيل قالت أمس أنها أقفلت الملف فالمبادرة اليوم ليست بيدها بل بيد المقاومة، ولكنه على يقين أن العدو لن يجرؤ على الحرب.
ويصف عملية اغتيال القائد اسماعيل هنية بأنها بالغة الخطورة وخرق واضح وفاضح للأراضي الإيرانية وتمثل خروقات بأوجه متعددة، مشيراً إلى ما قاله مرشد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي خامنئي, بأن إيران سترد بالنار على اغتيال هنية على اأراضيها, ولكن الثأر برأيه سيحتاج إلى وقت وعلى إسرائيل أن تنتظره من أي مكان.
وإذ يؤكد ريفي أن العدو حرك وكر الدبابير المقاوم في المنطقة وسيدفع الثمن غاليا، فأنه يسأل ما إذا كانت إسرائيل ستضحي بنتنياهو، ويعتقد أن الأمور مرهونة منذ اليوم بالرد وحجمه