“ليبانون ديبايت” بعيدًا عن الجانب الأمني للحرب، لا شك أن للحرب تداعيات كبيرة على مختلف القطاعات وهنالك تأثيرات عدة على الطبيعة، لا سيما أنه لا يزال أثر الحرب على البيئة وتغير المناخ الأكثر تهميشًا، على الرغم من خطورته. رئيسة “الهيئة اللبنانية للعقارات” المحامية أنديرا الزهيري، تؤكّد في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “هناك عوامل عديدة تؤثرة على سلامة الأبنية، خصوصًا في المناطق التي تشهد خرقًا لجدار الصوت الذي يلحق الأذى بالمباني والبنية التحتية، وغيرها من الأضرار البيئية وصحية”. وتُشير إلى أن “ظاهرة جدار الصوت تسبّب أضرارًا في الأبينة منها تصدعات وإنهيار أسقف، فكيف سيكون حجم الضرر إذا تم تحريك وإستخدام أسلحة متوسطة، والدليل ما حصل يوم أمس في الضاحية، وهذا ما يؤكّد أن هناك خطرً كبيرًا على حياة الناس بغض النظر عن الأهداف العسكرية”. وتعبّر الزهيري، عن “قلقها من العوامل المؤثرة على سلامة الأبنية وصمودها، خصوصًا القديمة منها في ظل التغيرات المناخية والبيئية المتفاقمة للأسوأ، ناهيك عن فقدان معايير السلامة العامة للأبنية في حالات الأزمات والحروب، بمعنى أن الأبنية والمنشآت بما فيها الجديدة منها تفتقد وجود ملاجئ آمنة أو حتى نظام إنذار تحذيري للمواطنين بل أصبح يحل مكانها مستودعات ومواقف للسيارات”. وتقول: “إذًا لا يخفى على أحد أن لبنان يفتقر إلى وجود ملاجئ تحمي المواطنين تكون مجهزة بطريقة متينة تصمد بوجه التطور التكنولوجي لأسلحة تسبب دمارًا شاملًا، لذلك كان علينا تطوير البناء ليس فقط من حيث معايير السلامة العامة ومقاومته للزلازل والحرائق والتغير المناخي، بل من أجل أن يكون لدينا ملاجئ آمنة تحمي المواطنين من الإعتداءات الإسرائيلية”. وتشدّد على أنه “من المفترض أن تستحدث الدولة كل فترة خطة وتؤمن ملاجئ ذكية تستوعب كافة معايير الحماية والأمان للمواطن، وبالتالي كان يجدر علينا أن نفكر في وضع خطة لإنشاء ملاجئ في الأملاك الخاصة للبلديات تتوافر لديها كافة التجهيزات والمعدات الطبية والصحية”. وتضيف: “لبنان يفتقد وجود أماكن مخصّصة آمنة في حالات الحرب، حتى المدارس لم تعد وسيلة لإيواء النازحين بل أصبحت تستهدف وهناك مدارس متصدّعة، لذلك النقطة الأساسية التي نتمسّك بها لتفادي الخسائر البشرية هي إجراء مسح جدي، وعلى البلديات إجراء هذا المسح في المناطق والعقارات التي تخضع تحت صلاحياتها، ويجب أيضًا إجراء مسح جدي في الأبنية المتصدّعة والقديمة والتي يجب ترميمها وتدعيمها لأن حتى عامل التغير المناخي يفاقم من المشاكل”. وتطالب الزهيري، الدولة اللبنانية بـ”وضع خطة آمنة وأن تتحمّل مسؤولية أرواح المواطنين وحمايتها، خصوصًا في الوقت الحالي حيث تأتي ذكرى 4 آب، فلا نريد أن تتكرّر المأساة مرة أخرى”. |