هل واشنطن تستعد لإرسال مقاتلات إضافية إلى المنطقة
وسط تفاقم مخاطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران وما تبعه من موجة تهديدات بـ”الثأر” من إسرائيل، كشف مسؤولون أميركيون عن خطط الولايات المتحدة.
فقد أفادوا أن “واشنطن تستعد لإرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط رداً على تهديدات إيران ووكلائها في غزة ولبنان واليمن بمهاجمة إسرائيل خلال الأيام المقبلة”، وفق ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الجمعة.
وقال مسؤول عسكري أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “القوات الأميركية في الشرق الأوسط تتخذ الإجراءات الضرورية لزيادة الاستعداد القتالي ولحماية قواتها وحلفائها من أي تهديدات من جانب إيران أو الجماعات المدعومة منها”.
كما أضاف المسؤولون أنهم يسعون إلى “معايرة الرد الأميركي لإرسال ما يكفي من الأنواع المناسبة من الطائرات في أسرع وقت ممكن للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل دون أن يبدو الأمر وكأنه يؤدي إلى تصعيد الصراع”.
فيما لا يزال العمل جارياً على تحديد عدد الطائرات التي سيتم إرسالها، فضلاً عن الموافقات النهائية من كبار المسؤولين بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن.
يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الخميس أن “الولايات المتحدة نشرت 12 سفينة حربية في مناطق متفرقة بالشرق الأوسط”.
وقال مسؤول في البنتاغون إن السفن شملت حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” والسفن الحربية المرافقة لها ومجموعة “واسب” البرمائية الجاهزة، وهي قوة مهام برمائية مكونة من 3 سفن تضم أكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني أعلن الأربعاء مقتل إسماعيل هنية مع حارس شخصي له في مقر إقامته بطهران بعد حضوره احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن “هنية كان في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران” عندما قتل بـ”مقذوف جوي” قرابة الساعة الثانية فجراً (22.30 بتوقيت غرينتش الثلاثاء).
إلا أن صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلت عن 8 مسؤولين تحدثت إليهم، بينهم إيرانيان، أن “اغتيال هنية تم بعبوة ناسفة هُربت سراً إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان يقيم”.
كذلك نقلت عن 5 مسؤولين من المنطقة، أنه تم إخفاء القنبلة قبل شهرين تقريباً في دار الضيافة التي يديرها ويحميها الحرس الثوري الإيراني، وهي جزء من مجمع كبير، يُعرف باسم “نشاط” في حي راق شمال طهران.
وتوعد المرشد علي خامنئي بإنزال “أشد العقاب” بإسرائيل بعد الاغتيال.
بدوره قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن “الرد آت لا محالة”.
غير أن تل أبيب لم تصدر أي تصريح بشأن الاغتيال.
وقبل ساعات من الهجوم على طهران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “قضى في ضاحية بيروت الجنوبية على فؤاد شكر، المتهم بالمسؤولية عن قصف صاروخي أسفر عن مقتل 12 فتى وفتاة السبت في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية المحتلة”.
فيما أكد مصدر مقرب من حزب الله الأربعاء العثور على جثة فؤاد شكر تحت أنقاض المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب.
وكان حزب الله قد نفى مسؤوليته عن هجوم مجدل شمس.
وقد شكل اغتيال شكر ضربة قوية ويشير لحدوث خرق أمني كبير لحزب الله، خاصة أنه قتل في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، وتحديداً في حارة حريك، التي تعد المربع الأمني لحزب الله.