إسرائيل “تقامر” بالتصعيد في الشرق الأوسط
تتجاهل الحكومة الإسرائيلية، الدعوات الغربية بما في ذلك واشنطن، التي تدعو لإنهاء الحرب في غزة، إذ تقول إسرائيل إنها “ستنهي الحرب بشروطها وجدولها الزمني”.
ويشير تحليل نشرته مجلة فورين بولسي إلى أن “وقف إطلاق النار” في حرب غزة لم يكن وشيكا على الإطلاق، إذا أن المفاوضات التي طالت لأشهر كانت “خدعة” إذ لم يكن لدى الإسرائيليين أي نية للانسحاب من القتال في غزة.
وفي المقابل، تعتقد حماس أنها تكسب الحرب من خلال جر إسرائيل إلى “صراع محتدم” أدى إلى “تفاقم الصراعات”، وهو ما أضر بسمعة إسرائيل الدولية.
ويشير الكاتب في فورين بوليسي، ستفين كوك، إلى أن الطرف الوحيد الذي كانت يريد وقف إطلاق النار في غزة، كان الولايات المتحدة، الذين “تم التلاعب” بهم.
ويلفت إلى أن الضربات الإسرائيلية في الشرق الأوسط قد يعني أن إسرائيل “تقامر” بالتصعيد ما قد يدخل المنطقة في حرب واسعة، فبالرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن أي شخص يهدد إسرائيل “سيدفع ثمنا باهظا”، فما يحصل قد لا يؤدي إلى “تحسين الوضع الأمني في إسرائيل”.
ويذكر أن إسرائيل لم تكن تعتقد أن إيران سترد على هجمات لها، وهو ما وقع في نيسان الماضي، ولهذا يرى أن الاغتيالات الأخيرة لن تمر من دون رد طهران حتى لا “تبدو ضعيفة” إذا فشلت في الرد على إسرائيل.
ويشير تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن إسرائيل تشهد حالة من الترقب لـ”انتقام إيراني”، بعد عمليات الاغتيال، والتهديدات العدائية المستمرة منذ فترة.
ويحذر التحليل من أي رد إيراني، قد يعني سلسلة من الردود الإسرائيلية، وهو ما قد يؤدي إلى تسارع واحتدام الصراع الإقليمي، الذي يتفاقم.
نتانياهو جادل في زيارته الأخيرة لواشنطن بأن أفضل طريقة لإنهاء الحرب هي أن تقف الولايات المتحدة وإسرائيل متحدتين ضد التهديدات المشتركة.
المسؤولون الإسرائيليون يعتقدون أن الاستمرار في القتال “سوف يضر أكثر مما ينفع، ويتسبب في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، ما قد يزيد من التوجهات المتطرفة لدى البعض، ويعرض المنطقة للخطر، وبما يعرض أهداف واشنطن لمخاطر خاصة بشأن التكامل الإقليمي” الذي تطمح بتحقيقه.
عدم التوافق بين إسرائيل والولايات المتحدة، يسلط الضوء على التوتر في العلاقة الأمنية بينهما، وكل ما تبذله واشنطن لصالح إسرائيل يبدو أنه يكفي بشكل “جزئي” فقط، بحسب الصحيفة.
ويقول التحليل إن هذا “لا يعني أن الإسرائيليين يحاولون عمدا جر واشنطن إلى الحرب”، ولكن طبيعة العلاقة بينهما، تشجع إسرائيل على “المقامرة” في المنطقة، وبصف النظر عما تفعله إسرائيل تعلم أن أي رئيس أميركي “مضطر لتقديم المساعدة لإسرائيل”.
ويوصي التحليل أنه بدلا من قطع المساعدات، واستخدام أوراق الضغط، من الأفضل إيجاد “اتفاق أمني” رسمي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحيث يحدد تفاصيل التزامات كل منهما.
وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل والتي لم تؤكد تنفيذها، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، ومع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة.
واشنطن أكدت أهمية اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لخفض التصعيد، مشددة في الوقت ذاته على أنها تحرص على حماية قواتها بالمنطقة وأمن إسرائيل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الجمعة، إن الجيش الأميركي سينشر المزيد من المقاتلات والسفن الحربية التابعة للبحرية في الشرق الأوسط، مع سعي واشنطن لتعزيز الدفاعات في أعقاب تهديدات من إيران وجماعة حزب الله وحركة حماس المتحالفتين معها.
ووافق وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، على إرسال المزيد من سفن البحرية والمدمرات، التي يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية، إلى الشرق الأوسط وأوروبا.
كما ترسل الولايات المتحدة أيضا سربا إضافيا من المقاتلات إلى الشرق الأوسط.
وقال البنتاغون في بيان “أمر أوستن بتعديلات على وضع الجيش الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ المتنوعة”.
وذكر بيان البنتاغون أن الولايات المتحدة ستعزز استعدادها لنشر المزيد من الدفاعات الأرضية ضد الصواريخ البالستية.