تتجه الانظار نحو ما يتم التداول به عن رفع الدعم عن الطحين في منتصف ايلول المقبل، وبرزت مخاوف لدى الشرائح الشعبية والفقيرة في مختلف المناطق لا سيما في احياء طرابلس الداخلية.
وتشير التوقعات الى ان لرفع الدعم مفاعيل خطرة لا تقتصر على رفع تسعيرة الرغيف، بل ستشمل مختلف السلع الغذائية في ظل غياب الرقابة الرسمية، ومن شأن ذلك التأثير في معيشة العائلات الفقيرة والمحدودة الدخل، لأن تسعيرة ربطة الخبز ستتجاوز الـ 75 ألف ليرة، بينما الرواتب غير كافية لسد رمق هذه العائلات، وقد تصل الى حالة عجز ومزيد من الفقر.
نقابة الافران في الشمال ابدت اكثر من مرة استياءها من سياسة الدعم الحالية ووصفتها بالفاشلة، عدا الشكوى من سوء توزيع كميات الطحين على الافران، وبدلا من تصحيح هذه السياسة، برز اتجاه نحو رفع الدعم في ايلول المقبل بعد انتهاء قرض البنك الدولي المخصص لدعم الطحين، لدرجة ان سعر ربطة الخبز سيقفز دون سقف، وينعكس سلبا على لقمة عيش المواطن، بخاصة في طرابلس والشمال الذي يعاني من نقص في ادوية الامراض المزمنة والمستعصية.
وتشير مصادر اصحاب الافران الى ان سعر ربطة الخبز ذات الوزن 810 غرامات، سيصبح حوالى 75 الى 80 ألف ليرة، وربما يتصاعد السعر الى 85 و 90 ألف ليرة في غياب الرقابة الجادة وفي ظل الفوضى السائدة في الاسواق، اضافة ال ان عوامل اخرى ستؤثر في سعر طن القمح عالميا نتيجة التوترات الدولية المؤثرة في اسعار النفط والمحروقات.
وهي بمجملها عوامل تنعكس سلبا على الساحة اللبنانية والشرائح الشعبية وحدها الضحية بخاصة في احزمة البؤس بالارياف والاحياء الفقيرة العاجزة عن تأمين موارد رزق لعائلاتها.
وبرزت في طرابلس والشمال دعوات الى الحكومة اللبنانية لايجاد حلول سريعة قبل رفع الدعم والطلب من الدول الصديقة الداعمة للبنان والمقتدرة على توفير كل اشكال الدعم للرغيف، حيث تشكل اخبار رفع الدعم قلقا لدى العائلات المحدودة الدخل والفقيرة والتي ترى انها مقبلة على مزيد من الضغط المادي والمعيشي، وارهاق في توفير لقمة العيش في مدينة تشهد اشكاليات على مختلف المستويات بدءا من الرغيف الى الطبابة والاستشفاء والدواء، وقريبا موسم المدارس ورفع جنوني للاقساط المدرسية، في وقت لا تزال الرواتب تحت سقف الحد الادنى المعقول، رواتب متدنية جدا لا تكفي لسد رمق عائلة صغيرة.
دموع الأسمر-الديار