خاص موقع mtv
كم هو معبّرٌ أن يختار سيمون أبي رميا يوم ٧ آب للاستقالة من التيّار الوطني الحر. لن ندخل في صوابيّة قراره الاستقالة، ولا في الأسباب التي عدّدها في بيانه الذي سيشكّل حدثاً مفصليّاً في مسيرته السياسيّة. ولكن وجب علينا أن نقول ما نعرفه.
سيمون أبي رميا، كما ألان عون. قدّم سنوات شبابه من أجل “التيّار” و”الجنرال”. حُرم من البقاء إلى جانب ذويه لسنوات. هدّدت المخابرات السوريّة عائلته. ناضل في فرنسا، الى جانب ميشال عون. وحين انتُخب نائباً، كان الى جانب الناس، الجبيليّين، وأعطى صورةً جميلة عن حزبه، على عكس آخرين.
لم يكن رأس أبي رميا حامياً يوماً. حاور الآخرين، وانفتح عليهم، وظلّ ثابتاً على مبادئه، حتى في بيان استقالته. حورب من داخل حزبه، طيلة سنوات، وزايد عليه بعض الوضيعين الذين يطلقون مواقف شعبويّة تافهة، و”عضّ على جراحه” لسنوات، لأنّه كان يشعر أنّه و”التيّار” جسدٌ واحد. ولكنّه رأى أنّ هذا الجسد يتهالك ويُشوَّه ماضيه، فاختار الانفصال عنه.
تحيّة الى سيمون أبي رميا، الوجه الجميل السابق في “التيّار الوطني الحر”، والنائب الذي يعرف الناس وهم يعرفونه. لا مارس البهلوانيّة، مثل غيره من الطامحين لخلافته، ولا استزلم لرئيسه. رافق ألان عون، مناضلاً وصديقاً قرابة ٣٥ عاماً، وها هو يختار الاستقالة بعد فصل صديقه. رجلان محترمان وجريئان.