ماذا سيهاجم “ح ز ب الله” داخل إسرائيل … صحيفة من تل أبيب تحدّد “الأهداف”
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ إسرائيل لا تزال تنتظرُ ردّ حزب الله وإيران على الاغتيالين اللذين حصلا الأسبوع الماضي، الأول الذي أدى إلى مقتل القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، فيما الثاني أسفر عن مقتل القيادي في حركة “حماس” اسماعيل هنيّة.
وفي تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24″، ذكرت “يديعوت” أن العالم يبذلُ جهوداً لتهدئة المحور الإيراني ومنعه من الرّد بطريقة تلحق الضرر بالمدنيين الإسرائيليين، مشيرة إلى أنّ هناك رصدا أميركيا للاستعدادات الإيرانية، فيما هناك أيضاً خطوة كندية تتمثل بإجلائها عائلات الدبلوماسيين من إسرائيل.
وكشفت الصحيفة أنهُ حتى الآن، ورغم كل التوتر القائم، فإنه لا تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، موضحة أن إسرائيل تحاول تقييم ما سيتمّ مهاجمته، وأضافت: “إنّ الرسائل التي تنقلها إيران وحزب الله بشأن عدم الإضرار بالمدنيين تُؤخذ بالطبع في إسرائيل بمسؤولية محدودة، لكن السائد هو أن أياً من الطرفين غير مُهتم بالحرب، وبالتالي من المتوقع أن تنتهي سلسلة الأحداث في موقفٍ أو حدثٍ ما”.
وأكملت: “لكن حتى ذلك الحين، ربما تظلُّ هناك عدة أيام من القتال، فيما لا يزالُ حزب الله وإيران يحتفظان بأوراقهما وليس من الواضح ما هي طبيعة الرّد على وجه التحديد”.
وتابعت: “هكذا، على سبيل المثال، يمكن للمحور الإيراني أن يختار الرّد بهجمات منفصلة ضد إسرائيل، حيث يهاجم حزب الله أهدافاً معينة – وبعد ذلك (أو قبل ذلك) ستهاجم إيران أهدافاً أخرى. ومن المتوقع أن يشارك الحوثيون، الذين لدى إسرائيل حساب مفتوح معهم بعد الهجوم على ميناء الحديدة، في الرّد بطريقة أو بأخرى، والحال نفسهُ مع الجماعات الموالية لإيران في سوريا والعراق”.
وأردفت: “لقد تناول أمين عام حزب الله حسن نصرالله ذلك في خطابه قائلاً إن عمل حزب الله يمكن أن يأتي مع المحور الإيراني بأكمله – ويمكن أن يأتي بشكل منفصل. كذلك، ذكر نصرالله أمس أنَّ انتظار إسرائيل هو جزءٌ من ردنا، والمعركة نفسية أيضاً وسنتحرك بحذر”.
وأكملت الصحيفة: “كانت الرسالة التي نقلها نصرالله في خطابه هي أن هدف حزب الله لم يتغير، وهو منع إسرائيل من كسب الحرب في قطاع غزة، من دون الدخول في حرب شاملة معها، وهي حرب يمكن أن توجه ضربة قاتلة للبنان”.
واعتبر تقرير “يديعوت” أن إسرائيل تتجنّب حالياً “ضربة وقائية”، لكن مصادر مختلفة ذكرت مراراً وتكراراً في الأيام الأخيرة أنَّ الهجوم على إسرائيل سيؤدي إلى ردّ شديد.
وذكّرت الصحيفة بما نشرتهُ شبكة “CNN” الأميركية التي قالت إن علامات الإستعدادات الإيرانية لشنّ هجوم بدأت تظهر في الولايات المتحدة، بينما اشتدّ الوضع في هذه الأثناء على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل مع إطلاق وابلٍ من الصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه الجولان والجليل، ما أدّى إلى أضرارٍ جسيمة وخسائر بشرية.
وتابعت “يديعوت” قولها: “في إسرائيل، يحاولون في هذه الأثناء تحليل الكيفية التي ستختار بها إيران وحزب الله الرد في نهاية المطاف. وخلف الكواليس، تعمل الولايات المتحدة مع دول التحالف الإقليمي لصد الهجوم الإيراني، وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه، أمس، مع قادة قطر ومصر، وبحسب البيت الأبيض، فقد ناقش معهم الجهود المبذولة لصد الهجوم الإيراني ونزع فتيل التوتر في المنطقة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة”.
وأضافت: “تخشى الولايات المتحدة أن يكون الإيرانيون قد تعلموا الدرس من الهجوم السابق، عندما تم اعتراض 99% من الطائرات من دون طيار والصواريخ التي أطلقوها. كذلك، يقدر الأميركيون أن إيران هذه المرة قد تستخدم حزب الله وغيره من الجماعات التابعة لها في المنطقة للتغلب على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي”.
ومؤخراً، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنه للمرة الأولى منذ 14 عاماً، يعارض معظم الأميركيين إرسال قوات للدفاع عن إسرائيل في حالة تعرضها للهجوم من جيرانها. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، فإن 55% من الأميركيين يعارضون إرسال قوات عسكرية أميركية.
السيناريوهات في إسرائيل
وتحدثت “يديعوت” عن سلسلة من الأهداف التي تمَّ تحديدها في إسرائيل على أنها أماكن قد يستهدفها الإيرانيون وحزب الله ومنها الكنيست، مكتب رئيس الوزراء، مقر إقامة رئيس الوزراء، قواعد القوات الجوية، قواعد المخابرات، قاعدة الموساد وقاعدة الشاباك. إضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من إلحاق أضرار بمواقع البنية التحتية مثل محطات الكهرباء والموانئ والمطارات والوقود ومخازن الأمونيا والتقاطعات والطرق الرئيسية.
مع ذلك، تقول الصحيفة إن “حزب الله” وإيران يعلمان جيداً أن سلاح الجو الإسرائيليّ سيردّ بقوة على مثل هذه الهجمات، وبالتالي سيتم إلحاق أضرارٍ قاتلة باحتياطيات النفط الإيرانية، على سبيل المثال، أو البنية التحتية المدنية في لبنان.
وأكملت الصحيفة: “إذا كان حزب الله وإيران يريدان إيذاء السكان المدنيين أيضاً وعدم التركيز على البنية التحتية والمرافق العسكرية، فقد يلحقان الضرر أيضاً بمراكز المدن في تل أبيب وحيفا ومدن أخرى. لكن من شبه المؤكد أن مثل هذا الإجراء سيؤدي إلى تصعيد تعتقد إسرائيل أنها تريد تجنبه، وبالتالي فهو أقل احتمالا. يمكن أيضاً توقع وقوع هجمات إلكترونية تحاول إتلاف نظام التنبيه وتعطيل الاتصالات الخلوية
لبنان24