هذا ما قد تفعله إسرائيل في لبنان “بعد الح ر ب”.. باحثٌ من تل أبيب يتحدث
تطرّق الخبير الإسرائيليّ في شؤون الشرق الأوسط أميتسيا بارام إلى تفاصيل الوضع عند الجبهة بين لبنان وإسرائيل، كما حلّل إستراتيجية “حزب الله” وإيران وأوضح سبب تجنبهما حرباً شاملة في هذه المرحلة.
كلامُ بارام جاء في تصريحٍ له مؤخراً نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة وترجمهُ “لبنان24″، مشيراً “حزب الله وإيران فوجئا بهجوم حركة حماس على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول 2023، تماماً مثل إسرائيل”، وأضاف: “لقد كان حزب الله وإيران يعرفان ما تمتلكه حماس من أسلحة وقدرات، كما قامات بتدريبها وتجهيزها، لكنهما لم يظنا أبداً أنها ستفعل ما فعلتهُ يوم 7 تشرين الأول الماضي”.
ووفقاً للصحيفة، فقد وصف بارام كيف أنَّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله “وجد نفسه في حرجٍ كبير”، فمن ناحية تعهد بدعمِ “
حماس” في حالة الحرب، ومن ناحية أخرى لم يكن مستعداً لمعركة شاملة مع إسرائيل. وهنا، يقول المحلل الإسرائيليّ: “كان يعلم نصرالله أنه إذا ذهب ضد إسرائيل الآن على نطاق واسع، بما في ذلك إدخال 5 آلاف عنصر من قوة الرضوان إلى إسرائيل، فإنه سيسبب لنا أضراراً فادحة وفظيعة، لكنه لم يكن يعلم ما إذا كان الإسرائيليون مستعدون أم لا، وربما تكون إسرائيل مستعدة للقتال وستُدمّر العاصمة اللبنانية بيروت”.
ويوضح بارام أنَّ استراتيجية إيران وحزب الله طويلة المدى، ويقول إن الطرفين يتحليان بالصبر حقاً كما أنهما يعملان بشكلٍ منهجي واستراتيجيّ للغاية، معتبراً أنَّ “الانقسام الداخلي في إسرائيل يصبّ في مصلحة الأعداء”.
وفي ما يتعلق بالوضع الحالي في الشمال، يعرض بارام حلاً لعودة السكان الذين تم إجلاؤهم، معتقداً أنهُ “بمجرد انتهاء الحرب في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن حزب الله سيوقف النار في الشمال أيضاً. ويضيف: “مع هذا، فإنّ عودة النازحين إلى ديارهم في الجليل لا تزال مستحيلة. إذا كان هناك وقف لإطلاق النار وألقى حزب الله أسلحته، فإن سكان الشمال الذين يعودون سوف يتعرضون للخطر مُجدداً”.
واعتبر بارام أنّ الحل على صعيد جبهة الشمال يكمنُ في التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، ويُضيف: “نحنُ بحاجة إلى التوصل لتفاهم بيننا وبين الأميركيين الآن، وعلينا أن نسعى جاهدين للتوصل إلى اتفاق. وبالتالي، بمجرد انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة، وتوقف حزب الله عن إطلاق النار في الشمال، فإن الخطوة التالية هي الضغط الأميركي الإسرائيلي على الحزب لنقل قواته إلى ما وراء
نهر الليطاني في جنوب لبنان”.
ووفقاً للصحيفة، يقولُ بارام إنه “يجب على إسرائيل أن تحصل من الولايات المتحدة على ترخيص بالقتل، أي إذن بالتصرف بشكل حاسم ضد أي وجود مسلح لحزب الله جنوب الليطاني”، وأضاف: “أريد من رئيس وزراء إسرائيل، أيا كان، الحصول من الرئيس الأميركي، أياً كان، على ترخيص لقتل أي عنصر مسلح من حزب الله يدخل أراضي جنوب لبنان، وأيضاً تفجير أي منشأة استراتيجية أو نقطة مراقبة على الفور”.
وفي الختام، تقول الصحيفة إنّ المقابلة توفر “رؤى متعقمة حول الوضع المعقد في الشمال، كما تُقدّم حلاً ممكناً لاستعادة السلام في المنطقة”، موضحة أنّ “بارام يحذر في الوقت نفسه من أن الطريق إلى السلام لا يزالُ طويلاً، وأن التهديد من حزب الله وإيران لا يزالُ قائماً وكبيراً”.