بالإسم، أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى حيفا ومينائها كهدف محتمل للرد على جريمة اغتيال القائد العسكري للحزب فؤاد شكر التي وقعت في حارة حريك عقر دار نصرالله.
السيّد لفت إلى ما يتم تخزينه في الميناء والذي إذا تمّ استهدافه سيجعل انفجار حيفا شبيهاً بقنبلة نووية، قد ينسينا انفجار مرفأ بيروت والمآسي التي خلّفها من ضحايا ومصابين ودمار.
لماذا حيفا وميناؤها وماذا تشكّل بالنسبة لإسرائيل؟
حيفا منطقة استراتيجية تضمّ منشآت عسكرية، ومرافق صناعية، وتجارية ضخمة، أهمها قاعدة حيفا العسكرية، وهي القاعدة البحرية الأساسية في الجيش، وميناء حيفا المدني هو الأكبر على الإطلاق في إسرائيل، كما يتضمن عنابر صيانة السفن، رصيف ومرسى الغواصات، سفن ساعر 4.5، مبنى وحدة مهمات الأعماق وتتبّع الغواصات، وغيرها من النقاط والقواعد العسكرية المنتشرة بين الأحياء السكنية المكتظة بنحو ثلاثمائة ألف شخص تقريباً، حتى إن مستشفى رامبام يقع قرب قاعدة لسلاح البحرية، وأي استهداف لها من جانب حزب الله سيشكّل كارثة خطيرة تخلّف خسائر بشرية هائلة. ليس هذا فحسب، فمدينة حيفا قديمة البناء ولها منفذ ومخرج واحد لكل حي، ما يجعل إجلاء المصابين أمراً صعباً جداً في حال استهدافها.
وما يُقلق سكان حيفا هو سيناريو الهجوم الذي سيستهدف مصانع البتروكيماويات والمصافي التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الخطيرة.
وعلى الرغم من إفراغ صهريج الامونيا التابع لشركة حيفا للكيماويات منذ بضع سنوات، فإن إخلاء المنشآت الخطيرة الأخرى لم ينتهِ بعد. من هنا يتخوّف سكان المدينة من برميل المواد المتفجرة الذي يعيشون فوقه
وسط الحديث عن 1500 مصدر للخطر و800 نوع من المواد الخطيرة التي توجد في ميناء حيفا. هذا بالإضافة إلى عشرات المصانع التي تعمل بالمواد الخطيرة، وخزانات الغاز ومواقع تكرير وتخزين المحروقات، لذا تمّ تجهيز عدد من مواقف السيارات ومحطات المترو تحت الأرض لاستيعاب السكان بغياب الكافي من الملاجئ، كما حُوّل بعضها إلى مستشفيات ميدانية لاستقبال القتلى المقدرين بأكثر من أربعين ألفاً.
السيد نصرالله هدد بضرب مصانع الكيماويات البالغة قيمتها واحداً وثلاثين مليار دولار بعدد قليل من الصواريخ في غضون نصف ساعة ما سيحوّلها إلى قنبلة من اللهب تصعب السيطرة عليها.
وتقول يونا ياهاف رئيسة بلدية حيفا:
“لم نعد نثق بالسلطتين السياسية والأمنية، وللأسف أنا أصدق نصرالله، ففي كل مرة هدد فيها بضرب مكان ما في مدينتي، تم ضربه. لذلك أستمع إليه وأجهز الأماكن التي يهدد بها لجعلها جاهزة قدر الإمكان”.
في الخلاصة إذا كان الإسرائيليون يخشون قصف حيفا ومينائها، فهل سيجرؤ حزب الله على قصفها وتحمّل تبعات ذلك؟
وحده الميدان سيحدد المسار إن فشلت مساعي التهدئة بسحب فتيل التفجير في المنطقة.