اسرائيل و”Target” الحرب الشاملة

رفعت اسرائيل سقف المواجهة في حربها ضد ايران وأذرعتها، وكان خطاب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي نقطة تحول في مسار احداث الشرق الاوسط ومعه انطلقت المرحلة الاخطر في الحرب على غزة، حيث بات من الواضح ان الامور ذاهبة نحو تصعيد غربي كبير ضد ايران من الصعب تحديد ماهيته ومساره الزمني أو المكاني.

تلتقط اسرائيل الاشارات والظروف لتبني عليها السيناريوهات الاقرب الى التنفيذ مُعززة بدعم اميركي واوروبي. لا تفوت تل أبيب الفرصة للانقضاض على هدفها، وهو ما حصل في استهدافها للرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر ولرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية عندما اغتالته في قلب طهران، اضافة الى المجازر التي ترتكبها بشكل يومي بحق اهالي غزة بحجة تواجد قياديين من حماس في تلك البؤرة.

ولكن مع اغتيال شكر وهنية رفعت اسرائيل “target” الحرب، اذ لم يعد الحديث بالمفهوم الحربي عن “صيد ثمين” في الميدان الجنوبي أو الغزاوي بالامر المهم اذا لم تكن عمليات الاغتيال على مستوى شخصيات من الصف الاول في الحزب أو حماس، وبالتالي فإن استهداف سيارة على طريق صيدا أو أي بلدة جنوبية يتواجد فيها عناصر من الحزب او قيادات ميدانية لم يعد بالامر المهم في أذهان المراقبين من دول وقوى سياسية لان اسرائيل برأيهم، انتقلت في حرب الـ “target”، وعن قصد، نحو الاهداف المهمة بحجم اغتيال الشخصية رقم واحد في حماس أو الحزب ووضعت خارطة طريق الرد الذي قد يُفجر المنطقة.

تنظر اسرائيل الى ما يجري اليوم على أنه فرصتها الذهبية لضرب مشروع ايران النووي، وهي لن تدخر جهدا في توجيه الضربة الكبيرة للنظام الايراني من أجل هذا الهدف مستغلة تواجد الاساطيل البحرية والجوية الاميركية على شواطئ المنطقة والظروف الدولية الملائمة لضربة كبيرة في العمق الايراني، وقد لمسها نتنياهو جيدا عند ارتكاب المجازر بحق المدنيين في غزة ولم يخرج المجتمع الدولي بخطوات على الارض تلجم آلة الحرب، بل ظهر الجميع مؤيدا لضربات تل أبيب وان استنكروا في العلن تلك المجازر.

يؤكد دبلوماسي عربي أن الخشية اليوم من الرد الاسرائيلي على رد ايران زادت أكثر من أي وقت مضى، مشيرا الى أن ضرب المواعيد لخفض حدة التوتر ما هي الا تحليلات وتمنيات، لافتا الى أن نتنياهو بات اكثر تصميما في ضرب ايران وحزب الله الذي يشكل بالنسبة اليه خطرا وجوديا على حدوده الشمالية. ويحذر الدبلوماسي من ضربة اسرائيلية موجعة ضد لبنان لابعاد حزب الله عن الحدود، موضحا أن الامور تزداد تعقيدا وهي بمثابة استفتاء يهودي على وجود دولة اسرائيل في المنطقة لعقود من الزمن.

Exit mobile version