لا تزال شبكات تهريب البشر بين لبنان وسوريا ناشطة عبر معابر شمالية غير شرعية تمتد من وادي خالد صعودا نحو جبل أكروم، رغم سخونة الجبهة الجنوبية والاوضاع الدقيقة التي تسود الساحة اللبنانية عموما.
كل الاجراءات الامنية والتدابير المتخذة على طول الشريط الحدودي الشمالي لم تحل دون موجات النزوح الجديدة التي تتخذ في معظمها طابعا اقتصاديا، يتخلله الطابع الامني التكثر خطورة حيث تفيد مصادر حدودية، انه بين حين وآخر تشهد الحدود الشمالية تسلل عناصر من منظمات ارهابية الى الداخل اللبناني، وتسلل معاكس لمقاتلين متشددين الى الداخل السوري بمساعدة شبكات تجني ارباحا خيالية من هذه التجارة غير المشروعة.
غير ان النزوح الاقتصادي في الآونة الاخيرة بات العنوان الرئيسي في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد اذ صادفنا عائلات تسللت حديثا الى الداخل اللبناني هربا من الاوضاع الاقتصادية المتردية في سورية، تبحث عن مصادر عيش جديدة، وغالبيتها تنوي المغادرة بالمغامرة عبر ( قوارب الموت في البحر) الى اوروبا.
يساعد شبكات التهريب التعاون القائم بين المهربين اللبنانيين والسوريين حيث يتولى المهربون السوريون ايصال الهاربين الى نقاط حدودية وعرة، ويستلمهم مهربون لبنانيون، لقاء مئة دولار تسدد عن الشخص الواحد لكن لا تلبث ان ترتفع الكلفة لتصل احيانا الى خمسمئة دولار حسب الشخص وقدرته، ويتم ايواء المتسللين في المرحلة الاولى باحد الابنية الحدودية في وادي خالد لترتيب المرحلة الثانية من مواصلة الطريق خفية عن انظار الدوريات الامنية.
قدرت اوساط مطلعة في عكار اعداد المتسللين يوميا بما يناهز الالف شخص، ويمكن رصدهم ليلا بعد منتصف الليل الى ساعات الفجر على متن ( فانات)، ومتن دراجات نارية، او سيرا على الاقدام في الطرقات الوعرة.
الناشطون في شبكات التهريب شبان من ذوي الاحتراف والخبرة بالمعابر غير الشرعية والطرقات الاكثر امانا بعيدا عن عيون الدوريات الامنية، ويعتبر هؤلاء الشبان ان التهريب مصدر رزق لهم في منطقة تعتبر نموذجا صارخا للحرمان لا تتوفر فيها فرص عمل اخرى رغم وجود نواب فيها، والتهريب سمة المناطق الحدودية على غرار المناطق الحدودية في معظم دول العالم.
ابرز معابر التهريب غير الشرعية التي نالت شهرة واسعة معبر الشركة المتحدة، معبر موسى، معبر الواويات ومعبر العويشات في الهيشة، ومعبر المجدل ومعبر النبي بري في اكروم ..
اخطر المهربين من الجانب السوري هو ( ش . ع ) الذي امتهن عمليات خطف بعض المتسللين والمقايضة عليهم بمبالغ مالية باهظة تصل الى اكثر من نصف مليون دولار حسب شخصية المتسلل وقدرته المالية.
اما المهربون من الجانب اللبناني فابرزهم:
الابرش وابو عدي وابو النور …
اخطر ما ترتكبه شبكات التهريب هو تسهيل عبور ارهابيين من سورية، وتكفيريين باتجاه مناطق نفوذ المنظمات الارهابية في شمال سورية، وذكرت مصادر مطلعة ان عددا من التكفيريين تمكنوا من التسلل عبر المعابر غير الشرعية الى الداخل السوري، وصولا الى العراق.
جهاد نافع – الديار