هل من خطط لإجلاء بعض اللبنانيين الى الخارج
كتب انطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:
تُنذر الاخطار المحيطة بلبنان بما هو أوسع من انعكاسات أي حرب مُحتمَلَة على المستقبل السياسي والاقتصادي للبلد فقط.
فإذا اندلعت الحرب، ستُصبح “طوابير” الحصول على الماء والغذاء والدواء وغيرها من الحاجات… لغة يومية في لبنان. ورغم ذلك، سيكون صعباً توفير كل الحاجات لكل الناس بالنِّسَب والكميات اللازمة، أي ان كثيراً من اللبنانيين سيُصبحون في حالة جوع وعطش… دائمة أو متكرّرة. هذا فضلاً عن صعوبة توفير الأدوية ومختلف الحاجات الأساسية للكبار والصّغار على حدّ سواء، وهو ما يعني أن كل الاحتمالات المُحيطة بمستقبل البلد على ضوء ما يجري الآن أصعب من بعضها البعض.
هذه الحالة شديدة الصعوبة، والغير مُستبعدة أبداً في حال اندلاع حرب، توازي التدمير بمفاعيل متشابهة. وأمام هذا الواقع، هل يمكن الاتّفاق مع أي دولة عربية، أو مع بعض بلدان أوروبا التي هي في منطقة البلقان مثلاً، على إجلاء عدد معيّن من اللبنانيين إليها على الأقلّ، واستقبالهم ضمن خِيَم مثلاً بالتعاون مع هيئات ومنظمات دولية، وذلك بما يوفّر لهم سُبُل العيش الى أن تصمت لغة القصف والاشتباكات والمعارك؟
وهل من مجال لتوزيع أعداد من اللبنانيين على دول عربية أو أوروبية عدة، بشكل لا يشكل حالة لجوء مُستدامة، بل حالة آنية فقط؟
وهل من دولة في لبنان تتحمّل مسؤولياتها في هذا الإطار، وتتابع أوضاع شعبها الهارب بسبب الحرب في مدى طويل، وبما يوفّر العودة السريعة والآمنة والمضمونة بعد انتهاء المعارك؟
أشار مصدر مُتابِع الى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها لبنان لخطر القصف والغارات. كما أن السعي لإجلاء لبنانيين الى خارج البلد في حال حصول حرب ليس وارداً على الإطلاق”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الاحتمالات التي سنكون فيها إذا اندلعت الحرب خطيرة جداً، ولكن لا يمكن لأحد البتّ بها بشكل ملموس وفعلي. نحن ضمن منطقة توتّر كبير، والحرب مُشتعِلَة يومياً من حيث المبدأ. وأما تحديد حصّة لبنان منها في ما لو اشتعلت أكثر بَعْد، فهذا ممكن بعد أيام، أي بعد الجولة الأولى من المفاوضات التي دُعِيَ إليها بشأن غزة يوم الخميس القادم”.
وختم:”إذا انتهت الجلسة الأولى من المفاوضات بطريقة سلبية، أو إذا لم يحضر أي ممثّل عن حركة “حماس” إليها، فهذا يعني أن التوترات الإقليمية ستزداد، وسترتفع حظوظ الحرب الشاملة. وأما إذا كانت الجولة الأولى إيجابية، فهذا يعني أننا سنكون أمام هدوء أكبر في المستقبل القريب”.