تحذير مستغرب لا بل فاقع وجّهته “شبكة الإنذار المبكر من المجاعات” التي هوّلت من حصول مجاعة في لبنان، وللمفارقة فإن ادعاءها باحتمال الوصول إلى مجاعة استند إلى تضرر القطاع الزراعي في الجنوب نتيجة الحرب بين المقاومة الإسلامية وإسرائيل عند الحدود الجنوبية.
هذه الشبكة التي تتبع وكالة USAID الأميركية صنّفت لبنان على “مؤشر المجاعات”، ضمن الدرجة الثانية في المناطق الجنوبية، والدرجة الثالثة في الشمال والبقاع، لكنها لم تذهب إلى الدرجة الخامسة التي تشير إلى وجود مجاعة حقيقية، ربما لأنها تكون قد دخلت في مبالغة تؤكد عدم شفافيتها المشكوك بها أصلاً.
والنتيجة التي توصّلت إليها الشبكة استندت إلى تدني مستوى الإنتاج الزراعي، رغم أنها ناقضت نفسها عندما أكدت أن لبنان يتّكل على الإستيراد بما يفوق الـ80%، ممّا يعني أنه لا يتكّل على الإنتاج إلا بحدود الـ20 % مما يرسم علامات استفهام حول صدقية النتيجة بعد هذا التناقض في مضمون التقرير.
هو “تهويل” كما يصفه رئيس “تجمع المزارعين والفلاحين” ابراهيم الترشيشي الذي يوضح لـ”ليبانون ديبايت” إلى أن المناطق المحاذية فقط للشريط الحدودي مع العدو هي التي لا تتم زراعتها منذ بدء العدوان لأن المزارع لا يستطيع الوصول إليها لزراعتها، وهي عادة تتضمن أشجار زيتون وبعض الأشجار المثمرة، وكروم العنب التي تم قطفها وفق معلوماته، ومن تأثر هم مزارعو التبغ عند الحدود، وكل هذا لا يشكّل 1% من الزراعة في لبنان وفي حدها الأقصى تغطي 5% من الإنتاج الزراعي.
ويلفت إلى أن الزراعات الأخرى مثل الحمضيات والأفوكا والموز لا زالت على حالها والتي تدخل إلى الأسواق من مناطق الجنوب بشكل طبيعي، والمزارع يرويها ويقوم بقطفها وزراعتها بشكل طبيعي وينزلها إلى الأسواق كما الحال دائماً.
والحديث عن المجاعة في هذا التقرير هو تهويل أكثر من اللزوم، حتى أن البضائع التي نخزنها مثل العنب والبطاطا والتفاح والإجاص والبصل وغيرها يتم تخزينها بشكل طبيعي مما يضحد هذه الإستنتاجات وهي تتوافر طيلة أيام السنة، فالكميات الإستراتيجية كلها موجودة.