أسرار مثيرة تُكشف عن “عماد 4″….أنفاق حيرت اسرائيل وأوقفتها على “اجر ونص”

أسرار مثيرة تُكشف عن “عماد 4″….أنفاق حيرت اسرائيل وأوقفتها على “اجر ونص”

لا ينفصل كشف “#حزب الله” عن منشأة “عماد 4” بأنفاقها وصواريخها عن الحرب النفسية الموازية للحرب العسكرية الدائرة بمواجهة #إسرائيل، بل يأتي كخطوة جديدة بعد خطوة “الهدهد”، كاستعراض قوّة وقدرات، وخطوة في سياق التصعيد بين الطرفين بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر وترقّب الرد، بل قد يكون خطوة استطلاع بالنار، لدفع إسرائيل إلى كشف المزيد من القدرات العسكريّة.

في الفيديو الموزّع من “الإعلام الحربي” في “المقاومة الإسلامية”، تظهر شاحنات ضخمة تحمل صواريخ ثقيلة، لم يُحدّد نوعها، تجول في أنفاق كبيرة ومجهّزة بالإلكترونيات وإضاءة تحت الأرض، كرسالة إلى إسرائيل مفادها أن غزّة لا تنفرد بفكرة الأنفاق، بل إن في  لبنان أنفاقاً أكبر وأضخم، وقد تكون أطول، واستهدافها أصعب من تلك الموجودة في غزّة، وما ينتظر إسرائيل في لبنان أكثر تعقيداً.

ليس خافياً على أحد وجود أنفاق لـ”حزب الله” في لبنان، منها ما كشف عنه الحزب رسمياً، ومنها ما كشف عنه الإعلام، نقلاً عن مصادر سرّية. لكن تفاصيل هذه الأنفاق ليست كلّها معروفة، كطول هذه الشبكة تحت الأرض وتقنيات بنائها ومحتوياتها؛ وما هو مؤكّد وجود مساحات كبيرة وكميّات ضخمة من العتاد والمستلزمات اليومية تضمن فترات بقاء طويلة.

مواصفات هذه الأنفاق

إعلام عبري نقل عن خبراء في مركز “ألما” للدراسات الأمنية معلومات مفادها أن “حزب الله” تمكّن آخر 18 عاماً من تشييد أنفاق هجومية أكثر تعقيداً من أنفاق “حماس”، طولها مئات الكيلومترات، وتمّ بناؤها تحت الأرض وفي داخل الجبال، في حين قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن لهذه الأنفاق تشعّبات تصل إلى إسرائيل، وربما أبعد من ذلك وصولاً إلى سوريا.

يعلّق العميد المتقاعد هشام جابر على هذه المعلومات، ويقول، “بدأ بناء الأنفاق منذ 16 عاماً، وبالتحديد عام 2008″، إلّا أن تقارير إسرائيلية تقول إن الحزب بدأ حفر الأنفاق في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، لكنها بقيت بعيدة عن الحدود مع إسرائيل. ونقلت التقارير عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الحزب بدأ في حفر الأنفاق عبر الحدود قبل بدء حرب لبنان الثانية في عام 2006.

ويقدّر جابر أن طول أنفاق “حزب الله” يقارب الـ200 كلم ليس أكثر، لكنها تشكّل مدناً موازية تحت الأرض، وهي موجودة شمال نهر الليطاني وجنوبه، وقد تكون موجودة بقاعاً أيضاً، لكنه يستبعد وجودها في بيروت نسبةً إلى طبيعة المدينة ووجود مبانٍ سكنيّة، ممّا يحول دون بناء أنفاق.

لكنّه في هذا السياق، ثمّة مراقبون يُشيرون إلى أن لا مانع من وجود أنفاق أصغر حجماً في بيروت، وفي الضاحية الجنوبية بشكل خاصّ.

ثلاثة أنواع من الأنفاق

بحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن ثمّة ثلاثة أنواع من الأنفاق: الأولى دفاعية تسمح لمقاتلي الحزب بالاحتماء من غارات الطائرات، والثانية أنفاق هجومية تصل إلى الداخل الإسرائيلي، والثالثة تتكوّن من أنفاق لإخفاء منصّات إطلاق الصواريخ، كما ظهر في فيديوهات “حزب الله” المتعدّدة، وآخرها “عماد 4”.

وبحسب معهد “ألما”، تمكن “حزب الله” من بناء هذه الأنفاق بمساعدة إيران وكوريا الشمالية. في هذا الإطار، يُشير جابر في حديث لـ”النهار” إلى أن الحزب قد يكون استعان بخبراء إيرانيين وكوريين شماليين، لكن عناصره بنوها، وهي مجهّزة بكلّ ما يلزم من مستلزمات معيشيّة وأعتدة عسكرية تلزم لفترة تمتدّ ما بين 9 أشهر وسنة.

لا يعلم جابر ما إذا كانت هذه الأنفاق تصل إلى الداخل الإسرائيلي، لكنّه قبل أعوام قليلة، أطلقت إسرائيل عملية “درع الشمال” لتدمير أنفاق لـ”حزب الله” كان يعمل عليها جنوب الحدود. وفي هذا السياق، تتصوّر الحكومة الإسرائيلية وجود أنفاق لحزب الله عند الحدود الشمالية، تصل إلى مستشفى الجليل، في مدينة نهاريا الواقعة على الساحل الشمالي الإسرائيلي، حسب الإعلام العبري.

لكن الترجيحات تقول إن “حزب الله” لم يتوقف عن محاولاته خرق الداخل الإسرائيلي نسبةً إلى المكاسب الاستراتيجية. وقبل أشهر، وبعد شكاوى استلمتها إدارة المركز الطبيّ في نهاريا عن ضجيج حفر، قرّر الجيش الإسرائيلي القيام بسلسلة اختبارات أرضية لاستبعاد الخشية من وجود نفق يصل من  لبنان إلى المستشفى المذكور.

ووفقاً لصحيفة “إسرائيل هيوم”، فقد أجرت السلطات الإسرائيليّة أكثر من 40 عملية حفر بغرض الاختبار. لكن هذه الاختبارات لم تؤدِّ إلى أيّ شيء؛ ونتيجة لذلك، فقد استبعدت شبهة وجود أنفاق في منطقة المستشفىن فيما تبقى فرضية وجود أنفاق عابرة للحدود الجنوبية غير مستبعدة، وإن كان مراقبون يقولون إن إسرائيل تتمتع بتقنيات لكشف الأنفاق.

هذه الأنفاق موجودة في عدد من البلدات وفي مناطق جبلية أيضاً، وهذا ما أشار إليه “حزب الله” من خلال التعبير الذي أرفقه بالفيديو “جبالنا خزائننا”. وهنا، يلفت جابر إلى التفصيل الأهمّ في هذه الأنفاق، وهو وجودها في داخل جبال صخرية يصعُب على القنابل تدميرها، بعكس أنفاق غزّة الموجودة تحت سطح رمليّ وسهل.

ولا شكّ في أن في داخل هذه الأنفاق غرف قيادة وسيطرة، ومستودعات ذخيرة وإمدادات، وعيادات ميدانية، وسكك حديدية لنقل السلاح، ومواقع مخصصة لإطلاق الصواريخ بكافة أنواعها، وفتحات من صواريخ أرض-أرض، وصواريخ مضادة للدبابات، وأخرى مضادة للطائرات؛ وهذا ما كشفه إعلام عبريّ، وأكّده فيديو “حزب الله”.

رسائل سياسية من تحت الأرض

إن المنشأة تحمل اسم “عماد 4″، مما يعني أن ثمّة منشآت أخرى، وهذا ما يُشير إليه جابر الذي يقول إن ما كُشف عنه هو جزء صغير من خريطة أنفاق كبيرة. وهذا الكشف يندرج ضمن إطار الحرب النفسية، ويوجّه رسائل إلى إسرائيل مفادها أنّ “لبنان سيكون مصيدة كبيرة لإسرائيل في حال قرّرت الأخيرة اجتياح لبنان، والوضع على الأرض سيكون أسوأ ممّا هو عليه في غزّة”.

لا شكّ في أن مشاهد هذه الأنفاق لها وقعها على الإسرائيليين، فهي تُثير قلقاً كبيراً وتُعيد إليهم ذكريات لم ينسوها أصلاً، وهي ذكريات السابع من أكتوبر.

النهار

Exit mobile version