بين الهُدهُد والعماد: صواريخ جاهزة للإنطلاق وهذه الأهداف

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. بهذه الآية القرآنية ختمت المقاومة الإسلامية فيديو كشفت فيه عن مُنشأة “عماد 4” التي يوجد ما قبلها وما بعدها، منشأة مُكتملة المواصفات العسكرية والتجهيزية بناها حزب الله لمواجهة “إسرائيل” حتى إغراقها بالصواريخ الدقيقة المُجهزة للإطلاق في وقت تُحدِّده المقاومة..

تقول المصادر، بعد أن أخذ الفريق الإسرائيلي مَجده بالتهديد والتهويل على المقاومة وشعبها، وجد حزب الله أن هذه اللحظة المناسِبة ليَقلب الصورة بإظهار بعض من قدراته التي يكشفها شيئاً فشيئاً وفق مقتضيات المعركة التي يتحكّم بإيقاعها منذ أكثر من عشرة أشهر، كي لا يستسهل العدو المعركة معه حتى بالتفكير، فهذه بعض من إمكاناته داخل منشأة واحدة لها أخوات على كامل أراضيه دون أدنى شك، تَحوي كل منها على عِدَّة متكاملة في أعماق الأرض.

تُتقن المقاومة فنّ التوقيت والحسابات، تؤكد المصادر، فكل شيء في اللحظة المناسبة ووفق حسابات تَزيد من تعقيدها على الإسرائيلي، لأن إظهار هذه القوّة لا يَردع الإسرائيلي فقط عن القيام بأي عمل عدواني على لبنان وإنما يردعه عن التفكير به حتى، لأن رغم علمه بقدرات حزب الله يبقى ذلك في سياق التخمينات، فهو لا يَعلم القدرة الحقيقية للمقاومة التي يتفاجأ بها كلّما كشفت عن شيء منها، فيُدرك فعلاً صعوبة ما ينتظره.

صحيح أن المقاومة أثبتت في هذه الحرب أن لديها قدرة كبيرة على خوض الحرب النفسية الى جانب الحرب العسكرية، لكن اللافت أن الحرب النفسية مقرونة بوقائع حقيقية، هذا ما تُظهره من خلال آدائها وبنشر هذا النوع من الفيديوهات تؤكد المصادر، التي يُرسِل حزب الله من خلالها رسائل شديدة اللهجة لـ “إسرائيل” فحواها أن عليها أن تنتبه جيداً لخطواتها لأن ما ينتظرها كبير جداً.

ففي ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية ومَن معهما للبنان، والحشودات في المنطقة والأساطيل الأميركية والوفود والتفاوض، كان لا بد من رسالة ردعية لكل مَن يُهوِّل على لبنان بالحرب، وفق المصادر، لكي يَقلق العدو ويَطمئن الصديق، فاستعراض الأميركي لقوّته كان يجب أن يُقابله استعراض بعض من قوّة المقاومة التي كانت نتيجة عمل تراكمي استغرق سنوات استعداداً للمواجهة مع العدو للدفاع عن لبنان.

بما أن “إسرائيل” جزء من منظومة كبرى تمتلك قدرات هائلة، كان يجب على المقاومة أن تمتلك قدرات ردعية تتجاوز كل ما يتوقعه العدو لتُحقِّق توازنات كبرى بحجم المعركة ومَن تُقاتل، وهذا ما تفعله حقاً وتُحاوِل إظهاره، لذا وضعت ورقة قوية على الطاولة في الوقت الأكثر دقة، رغم عدم قدرة الأعداء على إستيعاب ما أصبح أمراً واقعاً، فبعد أن أظهر حزب الله في وقت سابق عدداً من فيديوهات الهُدهُد حدّد فيها الأهداف داخل الكيان، أكمل المشهد اليوم من خلال ما أظهره بفيديو “عماد 4” من قدرة على استهدافها ببعض صواريخ جاهزة للإطلاق، ليرى العدو جيداً ما يَنتظره…

الديار

Exit mobile version