من لبنان إلى إيران.. صحيفة إسرائيلية تكشف تحرّك بايدن “إستراتيجياً”
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن الدور الأميركي على صعيد مُحادثات هدنة
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ المفاوضات حول صفقة إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، والتي بدأت يوم الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، هي جزء من قصة أكبر بكثير، وأضاف: “هذه خطوة استراتيجية كبرى من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تهدف إلى إنهاء الحرب في الشرق الأوسط وذلك قبل بدء المرحلة الأخيرة والحاسمة من الانتخابات الرئاسية الأميركية”.
وتابع: “لا شك أن إطلاق سراح المختطفين يشكل هدفاً ذا أولوية قصوى لهذه الخطوة الأميركية، ليس فقط لأن مصيرهم يمس قلوب الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس، بل أيضاً لأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم أمر ضروري، من وجهة نظر الولايات المتحدة. عملياً، فإن هذه الخطوة هي المفتاح لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وبالتالي منع حرب إقليمية شاملة لا تريدها جميع الأطراف”.
وذكر التقرير أن واشنطن غضبت جداً من عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس” اسماعيل هنية في إيران، خصوصاً أن هذا الأمر جاء مباشرة عقب اغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت، وأضاف: “إثر اغتيال هنية يوم 31 تموز الماضي، أعرب بايدن عن استيائه، ويرجع ذلك أساساً إلى الخوف من أن تؤدي عمليتا الاغتيال إلى رد فعل انتقامي من قبل إيران وحزب الله ورد فعل إسرائيلي – على رد الفعل الانتقامي – وتكون النتيجة تبادلاً للضربات التي من شبه المؤكد أنها ستتطور إلى حرب شاملة في المنطقة يشارك فيها جميع وكلاء إيران وتنجر إليها الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يتحول إلى كارثة انتخابية بالنسبة لبايدن وهاريس في الولايات المتحدة”.
واعتبر التقرير أنّ “إدارة بايدن ترى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار يمثلان أساس العقبات الرئيسية في طريق التوصل إلى اتفاق بشأن حرب غزة، في حين أنّ الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هما العقبة الرئيسية أمام منع نشوب حرب إقليمية. كذلك، ففي واشنطن، وفي إسرائيل أيضاً، يفترض أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله يتمتع باستقلالية ومكانة خاصة بين مبعوثي إيران، ولكن في النهاية عليه أن يطيع أمراً واضحاً يأتي من طهران، حتى لو لم يعجبه”.
وتابع: “المشكلة الأساسية من وجهة نظر واشنطن هي أنها لا تملك القدرة على التحدث مع السنوار، وبالتأكيد عدم ممارسة ضغوط مباشرة عليه أو تقديم إغراءات بعيدة المدى له. ولم يكن أمام إدارة بايدن خيار سوى ترك هذه المهمة للقطريين. لا نعرف ما الذي وعد به الأميركيون
قطر وما هي الضغوط التي مارستها قطر على السنوار، لكن يمكن الافتراض أن الأمر يتعلق بما سيحدث في اليوم التالي للحرب، وحماس بشكل عام والسنوار بشكل خاص، في حال نجاته من الموت”.
وأردف: “من الواضح تماما أن قطر قامت بتحركات لم تقم بها من قبل، وهذا هو السبب الرئيسي للتفاؤل الذي يهب في نهاية هذا الأسبوع من محادثة الدوحة. وبالإضافة إلى قطر، مارست الولايات المتحدة ضغوطاً وإغراءات جدية على مصر، وذلك كي يتسنى في محادثات الدوحة إيجاد حل لمشكلة محور فيلادلفيا ومعبر رفح يكون مقبولاً لدى جميع الأطراف”.