عن “ردِّ ح ز ب الله”.. ماذا كشفت صحيفة إسرائيلية

عن “ردِّ ح ز ب الله”.. ماذا كشفت صحيفة إسرائيلية

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنّ “قرار ردّ حزب الله على اغتيال القيادي الكبير في صفوفه فؤاد شكر، ليس موجوداً بيده بل بيد طهران”، زاعمة أن “حزب الله هو مُجرد وكيل لإيران في صراعها الجيوستراتجي مع إسرائيل”.

ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ “جمهور حزب الله سئِم التهديدات والوعود”، معتبراً أن “تكلفة سلوك حزب الله في لبنان قد تصاعدت”، وأضاف: “إن لبنان، الذي يواجه بالفعل العديد من المشاكل المتراكمة، قد يكون الآن عرضة لهجوم إسرائيلي واسع النطاق رداً على أي عملية عسكرية كبيرة قد ينفذها حزب الله، إما انتقاماً لمقتل أحد كبار قادته، فؤاد شكر ، أو في اطار المشاركة مع إيران في هجومها المحتمل ضد إسرائيل – أو كليهما”.

الفتيات ذوات الوركين العريضين: 6 مواقف صعبة
Herbeauty
وتابع: “لقد لجأ أمين عام حزب الله حسن نصرالله إلى امتصاص الغضب والتأكيد مراراً وتكراراً على ضرورة التصرف بهدوء وصبر وتأنٍ وشجاعة أيضاً، وليس بانفعال، وقال لهم: يا واش يا واش.. أي شيئاً فشيئاً”.

وأكمل: “مع هذا، فإنّ نصرالله تجاهل حقيقة مفادها أن جمهور حزب الله وأنصاره لم يعد لديهم أي ثقة في مثل هذه التصريحات، وأن هناك فجوة شاسعة بين توقعاتهم ومحاولات زعيم الحزب تضخيم أي عملية ينفذها الحزب ضدّ إسرائيل”.

وتابع: “من المرجح أن القادة الإيرانيين هذه المرة كانوا يضغطون على نصرالله لمحاولة إعطاء المزيد من الصدقية لتهديداتهم ضد إسرائيل، خاصة وأن ردهم على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني (العميد محمد رضا زاهدي و7 ضباط آخرين من فيلق القدس) تحول إلى مصدر للسخرية والاستهزاء بالنظام الإيراني وهجومه المسرحي”.

ويزعم التقرير أن “نصرالله يُدرك تمام الإدراك أنَّ قرار الرد على اغتيال شكر ليس في يديه بل في يد طهران”، مشيراً إلى أن “قرار إيران هذه المرة ليس في يديها أيضاً، بل يعتمد إلى حد كبير على مواقف روسيا والصين، اللتين تعتمد عليهما الجمهورية الإسلامية بشكل كبير في الدعم الدبلوماسي، على الأقل في حال توسعت الحرب”.

وأكمل: “هذا الأمر يتوقف بدوره على حسابات الكرملين، الذي سيجري بالضرورة جردة استراتيجية دقيقة للمكاسب والخسائر في حال انشغال الولايات المتحدة بحرب كبرى في الشرق الأوسط، وتأثير ذلك على الأزمة الأوكرانية. وبالتالي، ستحدد روسيا مصالحها، ثم تقنع الجانب الإيراني بما تراه مناسباً للطرفين”.

وأردف: “الأمر نفسه ينطبق على الصين، التي ستقيس تداعيات اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل على مصالحها، وكذلك على علاقاتها مع أميركا في إطار الصراع الأوسع بين القوتين العظميين. وفي ضوء ما تقدم، يمكن القول إن نهج “يا واش يا واش” الذي تحدّث به نصرالله هو محاولة يائسة لإظهار التماسك المصطنع، وليس أكثر من مسكن لامتصاص الغضب بين أتباعه بسبب الخسائر المتوالية لحزب الله، كما أنه محاولة لتغذية حالة القلق التي يتصورها نصرالله وحلفاؤه الإيرانيون لدى القادة الإسرائيليين والأميركيين”.

ويقول التقرير إن “نصرالله يعلم أيضاً أن استهدافه شخصياً هو أمرٌ وارد وليس مُستعبداً على الإطلاق، لكن هذا الأمر يبقى خاضعاً لحسابات إسرائيل الخاصة”، وأردف: “كما تبين، فإنّ جهاز استخبارات الحزب مخترق بشكل عميق، بعد استهداف كبار قادته، فضلا عن القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين الذين كانوا تحت حماية الحزب في الفترة الماضية”.

واستكمل: “يعرف الكثيرون أن لإيران تاريخاً طويلاً في تطبيق استراتيجية الصبر، وأن حديث نصر الله عن أن إيران (تذبح بالقطن) هو تعبير آخر عن هذه الاستراتيجية. مع هذا، فإن نصرالله يحاول هذه المرة رفع الضغوط الهائلة على النظام الإيراني للرد على اغتيال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية، من خلال توظيف موقعه كزعيم حزب في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ونقل الضغوط إلى الطرف الآخر”.

وأردف: “إن شن حرب شاملة ضد إسرائيل لا يخطر على بال نصر الله، وهناك عدة أسباب لذلك. أولاً، لا يمتلك حزب الله قضية وطنية حقيقية في عدائها المزعوم لإسرائيل؛ فهو مجرد وكيل لإيران في صراعها الجيوستراتيجي الممتد مع إسرائيل، كما أنه يعمل ضمن نظام معروف باسم محور المقاومة”.

وقال: “لذلك، فإن حزب الله ليس من أصحاب القرار، كما أن موقفه مرتبط كلياً بالتعليمات التي تأتي من إيران. ولهذا نجد أن نص الله لم يتحدث في خطابه الأخير عن قرار خاص بالحزب بشأن الرد على اغتيال فؤاد شكر، بل ربط الأمر بشكل واضح وحاسم بمن “يذبحون بالقطن”.

وختم: “كل ما سبق لا ينفي احتمال حدوث تصعيد عسكري من قبل الحزب تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، في حين أن اللبنانيين غير قادرين على تحمل فاتورة أخرى مرتبطة بصراع عسكري”

لبنان24

Exit mobile version