إعتبر وزير خارجية لبنان الأسبق فارس بويز أننا “نواجه مشكلة حقيقية أكبر من غزة ولبنان إنها مشكلة “نتنياهو” الذي يريد الحرب ويرفض كل الحلول”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال بويز: “هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإستراتيجي جرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى حرب مواجهة مع إيران لضرب مشروعها النووي، فيظهر أمام شعبه أعظم من دايفد بن غوريون، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة تجنب الحرب”.
وأضاف، “يهدف نتنياهو أيضًا إلى إلغاء الذاكرة والحق الفلسطيني من أية وثيقة أو دولة حتى لو كانت في تنزانيا، كما أن دخوله في الحرب قد يؤجل سقوط حكومته على الأقل حتى الإنتخابات الأميركية، فيتجنب بذلك الملاحقة في حال نجاح دونالد ترامب”.
وتابع “مشكلة نتنياهو أنه غير متفاهم مع الإدارة الأميركية الحالية حول الحرب، بعد أن درجت العادة أن تغطي الولايات المتحدة إسرائيل عند أول خطر تتعرض له، وحاليًا لا تريد الولايات المتحدة حربًا شاملة قد تؤثر عليها وعلى حلفائها إقتصاديًا وعسكريًا”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تأمل حل الصراع دبلوماسيًا عن طريق تخفيض العقوبات على إيران وتحرير ملياراتها المحتجزة في المصارف مع فوائدها مقابل تخلي إيران عن أذرعها، ولكن نتنياهو لن يقبل”.
وكشف أن “إسرائيل تعمل على تنفيذ جرائم مستفزة توجب حتمية ردّ المحور ما يؤدي إلى إشتعال الحرب، لكن إيران وحزب الله يعملان على عدم الوقوع في فخ نتنياهو ويبحثان عن ردٍّ وسطي لا يسقط هيبتهما ولا يؤدي إلى حرب”.
وأكد أن “إسرائيل تسيطر على مفاصل الدولة الأميركية كافة، ولا تتجرأ أية شخصية على إنتقادها إلاّ بعد إعتزالها السياسة، فلا مناصب سياسية من دون موافقة الـ”AIPAC” المتحكم بالإدارة الأميركية”
وأوضح أن “نتنياهو إتجه نحو لبنان بعدما وجد أنه لم يعد هناك ما يفعله في غزة، وحرب لبنان قد تؤدي إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية، لقد أصبحت إيران على بعد أسابيع عن انتاج سلاحها النووي ما يشكل أحدى الأسباب التي تدفع بإسرائيل إلى توجيه ضربة لإيران”.
واشار إلى أن “السيد حسن نصر الله يحاول مقاربة موضوع الحرب من زوايا عدة داخلية وخارجية، عليه مراعاة الوضع الإقتصادي في البلاد وأوضاع بيئته والأخطار التي قد تواجهها وعليه أيضًا الأخذ بعين الإعتبار أوضاع حليفه الإيراني ومفاوضاته مع الولايات المتحدة، لذلك لا يمكن إرتجال الرد ولا بد من مراعاة حجمه وتوقيته ونوعيته”.
وإعتبر أن “لبنان اليوم غير قادر على التاثير على مجرى الأمور، في المقابل عليه الحفاظ على وحدته الداخلية والتحسب بالحد الأدنى لإمكانية الحرب، والعمل على تدابير وقائية جدية في حال حصلت الكارثة، وعلى الدولة أن تكون حاضرة لتطبيق القرار 1701 في حال نجح الأميركي في ردع إسرائيل وإيجاد حل سلمي يجب أن نكون حاضرين لتنفيذه”.
وختم وزير خارجية لبنان الأسبق فارس بويز بالقول: “موازين القوى غير واضحة فإسرائيل تتفوق إستخباراتيًا وجوًا في حين يتفوق حزب الله بقدرته القتالية البرية ويقدرته الصاروخية، ولم يُسمح للبنان يومًا بإمتلاك أسلحة مضادِة للطائرات، ولا حتى سلاح جو، وأعتقد أن أهم شيئ هو وحدتنا الداخلية في وقت تدل فيه جميع المؤشرات على أن المنطقة تقف على كف عفريت ومن الصعب التنبؤ بمستقبلها”.