“ليبانون ديبايت”
هجمة الأساطيل الإسرائيلية على البحر المتوسط والشرق الأوسط توحي بأن طبول الحرب قد تقرع وقد تفتح أبواب جهنم مع ما تحمله هذه الأساطيل من قوة تسليحية ضخمة، في حال وصلت الأمور بين حزب الله واسرائيل إلى حدود المواجهة الكبرى، بما يلبي أحلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجر الولايات المتحدة الى حرب كبرى في المنطقة، فهل ينجح؟
يعتبر الكاتب والمحلل السياسي جوني منير في حديث الى “ليبانون ديبايت” أن “لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو القدرة على جر الولايات المتحدة إلى الحرب، ولكن ليس بمعنى أنه يجر كل الولايات المتحدة، فالبيت الأبيض لا يريد الحرب ولكنها بالنتيجة دولة ضخمة لديها مؤسسات ومراكز قرار وإدارة ضخمة، بالتالي هناك قوى كثيرة داخلها وأجزاء من الدولة العميقة تتوافق مع نتنياهو وهو ما ظهر عنداذهابه إلى الكونغرس وألقى خطابه، فكان الجو في الكونغرس يختلف عن الجو في البيت الابيض، فهناك إذًا قوى أساسية كبرى تعاطف مع نتنياهو وتدفع باتجاهه إلّا أن القرار النهائي هو للبيت الابيض لكن مراكز صنع القرار هي مسألة اساسية ودقيقة”.
ويشدد على أن “جزء من صناع القرار الاميركي لديهم إلتزام بأمن اسرائيل حتى لا يتعرض للخطر، لا سيما أن الولايات المتحدة اليوم في مرحلة انتخابية يراعى معها الصوت اليهودي واللوبي اليهودي”.
ويشير إلى أنه “بالنتيجة فإن قدرة نتنياهو على جر الولايات المتحدة للحرب أمر محسوم ومن هناك جاءت النصائح لإيران وحزب الله بعدم قصف مناطق أو أهداف حساسة في اسرائيل أو القيام برد فعل كبير على الإغتيالات التي حصلت، لأن هذا سيعطي المبرر لاسرائيل للاندفاع أكثر وتفتح الحرب وتجر أميركا وهي قد استدرجتها فعلاً في غزة”.
ويرى أنه “نتنياهو سيجر الولايات المتحدة إلى الحرب أيضاً مع لبنان، خصوصاً في ظل تعاطف الداخل الاميركي مع نتنياهو لا سيما من افصى اليمين ، أما السؤال عن مدى رغبة البيت الابيض بذلك، فجوابه بالتأكيد لا رغبة لكن إدارة بايدن ضعيفة وكل الاحتمالات واردة”.
وإذْ يشير منير إلى أن “الأساطيل الأميركية في المتوسط والشرق الاوسط جاءت من الباب الردعي، فإن نجاحها بهذه المهمة يعتمد على الجدية التي تمظهرت بإرسال هذه الأساطيل ويذكر بأن الامر سبق أن حصل ببداية الحرب، كما أن إحتمال الحرب يضع أميركا في موقع المدافع عن اسرائيل وهو ما تجاهر به، لا سيما أن الحرب لا تقتصر على إسرائيل وحزب الله بل على مستوى المنطقة، كما أن مظاهر القوة الاميركية تحمل رسالة بأنه ممنوع المس بها”.