هكذا تراقب تل أبيب عناصر “الحزب”.. تفاصيل إستخباراتية بـ”لسان إسرائيليّ

نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عمّا وصفته بـ”حرب الاستنزاف الدائرة بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ منذ نحو 10 أشهر”، مشيرة إلى أن إجراء يتم في منطقة التوتر عند الحدود بين  لبنان وإسرائيل، يتمُّ حسابهُ بـ”عناية”.

وتحدّثت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” مع ضابطين إسرائيليين هما النقيب إلداد يادغار والنقيب إيلون بيريمان، مشيرة إلى أنَّ هذين الضابطين “يعملان معاً على حماية الحدود الشمالية لإسرائيل وتدمير التهديدات التي يشكلها حزب الله”، بحسب مزاعم “معاريف”.

ويقول التقرير إنه “بعد القتال في غزة، وصل يادغار البالغ من العمر 26 عاماً مع فرقته إلى الشمال عند الحدود مع لبنان وتحديداً إلى قطاع مزارع شبعا  اللبنانية المحتلة، حيث تشهد المنطقة معارك دفاعية وهجومية”.

وفي تصريحه، يقول يادغار: “حتى حلول فصل الشتاء، كُنا في غزة حيث كنا نخوض القتال ضدّ حماس. عندما انتهت المعركة هناك، انتقلنا إلى الشمال وركزنا على حماية الحدود مع لبنان. لقد مضى على وجودنا هنا أكثر من نصف عام ونواجه تحدّيات صعبة ومستمرة. إن قواتنا تُغلق الدائرة مع العدو باستخدام مجموعة متنوعة من القوى مثل المجموعة القتالية والدروع والهندسة. هذه معركة تتطلب فهماً عميقاً للتضاريس ومعنى المهمة. كل إجراء نقوم به يتمّ حسابه بعناية”.

يقول التقرير إن يادغار وبيريمان ليسا مجرّد رفاق سلاح، بل هما صديقان قديمان يعرفان بعضهما البعض منذ دراستهما في المدرسة العسكرية الداخلية للقيادة في حيفا، وهما اليوم يعملان على الخط الأمامي.

خلال حديثه، يتحدث بيريمان عن الحرب التي تُخاض عند الحدود مع لبنان، ويقول: “إن المعركة في الشمال هي جزء من حرب يتعلم فيها كل جانب الجانب الآخر من العدو، ومن يتعلم بشكل أسرع، هو الذي يفوز”.

ويتابع: “نحن ندرس العدو باستمرار، ونحاول فهم قدراته واستغلال حدوده لصالحنا. نحاول جمع معلومات استخباراتية عن قرى جنوب لبنان من أجل معرفة مكان تمركز العدو بهدف مهاجمته عندما لا يتوقع ذلك. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بعمليات احتيالية لجعل العدو يغادر موطنه”.

وأكمل: “في الأسابيع الثلاثة الماضية، نشنّ المزيد من الهجمات على حزب الله ونهاجم العدو بشكل يومي. وبالتالي فإن هذا الواقع يفرض على العدو الدفاع وإعادة التنظيم، والتغيير ملموس بالفعل على الأرض”.

ووفقاً لـ”معاريف”، فإنّ أحد الأحداث البارزة التي شارك فيها يادغار وبريمان جرت قبل أسبوع بالضبط، وقد ساهما باستهداف عنصرين إثنين من “حزب الله” في جنوب لبنان وتحديدا في نطاق مزارع شبعا. هنا، وعن هذه العملية، يتحدث بيريمان قائلاً: “في صباح ذلك اليوم، وصلتنا معلومات استخباراتية عن وجود قوات مراقبة للعدو متمركزة في أحد المنازل. من ذلك المبنى، كان مسلحو الحزب يراقبون مواقع قواتنا، وفي عملية مشتركة مع سلاح الجو أحبطنا عملياتهم ووسائل المراقبة الخاصة بهم. لقد تمّ إطلاق قذائف على ذلك المبنى في جنوب لبنان، وبمساعدة الطائرات المُسيرة، تأكدنا من تدمير مكان المراقبة بالفعل”.

وتابع: “كما هو معروف، قام حزب الله بإخلاء بعض القرى اللبنانية على الحدود، ولكن في قطاعنا لم يتم إخلاء القرى بالكامل، وبالتالي يجب أن يكون كل هجوم دقيقاً تماماً حتى لا نؤذي المدنيين ونتسبب بتصعيد غير مخطط له”.

يلفت بيريمان أيضاً إلى أنّ “رجال حزب الله يرتدون ملابس عادية غير عسكريّة ويحصنون أنفسهم بمنازل المدنيين. لذلك، نحن لا نهاجم إلا عندما تكون هناك معلومات استخباراتية دقيقة للغاية وبأدوات دقيقة للغاية”.

كذلك، توضح الصحيفة أنه “بين المعارك والأنشطة العملياتية، يفهم يادغار وبيريمان حجم المهمّة وأهميتها، كما أنهما يصفان الوضع بأنهُ معركة دفاعية طويلة الأمد وليست عملية عسكرية روتينية.

هنا، يقول بيريمان: “إن قطاع مزارع شبعا الذي نعمل فيه هو قطاع مشبع بالتوترات ومتنازع عليه. أبعد من ذلك، لا توجد سياجات محددة هنا كما هو الحال في مستوطنات الشمال الأخرى، لذلك يتم دفاعنا في كمائن طويلة، ليلاً ونهاراً. السعي في هذا القطاع هو عدم تمكين حزب الله من تحقيق انجازات وإحباط محاولاته في قتل مدنيين وجنود أو التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية”.

ch23

Exit mobile version