هل “الح ز ب” قادر على ضرب كل إسرائيل
نشرت شبكة “CNN” الأميركية تقريراً جديداً قالت فيه إن هناك اعتقاد سائدٌ يقول إن “حزب الله” هو الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، وذلك بدعمٍ من إيران، مشيرة إلى أن “حزب الله قادر على ضرب كل إسرائيل”.
وقال التقرير إن الحزب انخرط في أعمال عسكرية ضد إسرائيل منذ 8 تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن تلك الأعمال أثارت شبح اندلاع حرب إقليمية ودفعت إلى بذل جهود دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوترات.
ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من أن ترسانة حزب الله المتزايدة التطور لا تضاهي القوة العسكرية الإسرائيلية، إلا أنها قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل وحلفائها في المنطقة، ويضيف: “تتمتع إسرائيل بجيش متفوق بشكل كبير على
حزب الله، لكن الجماعة المدعومة من إيران تفتخر بصواريخ يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ويتعين على هذه الصواريخ أن تتجاوز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية لإحداث أضرار”.
وأكمل: “كذلك، يتعين على إسرائيل أن تتعامل مع العمق الاستراتيجي لحزب الله، فالجماعة جزء من محور مسلح تقوده إيران ويمتد إلى اليمن وسوريا وغزة والعراق. لقد زادت بعض هذه الجماعات من التنسيق بشكل كبير منذ تشرين الأول، عندما شنت إسرائيل حرباً في غزة إثر هجوم نفذته حركة حماس يوم 7 تشرين الأول، ويُعرف هذا المحور في إسرائيل باسم حلقة النار”.
وتابع: “على مدى الأشهر العشرة الماضية، انخرط شركاء حزب الله في المنطقة في صراع محتدم مع إسرائيل وحلفائها، وقد أطلق الحوثيون في اليمن النار بشكل متقطع على السفن في البحر الأحمر، وهو شريان للتجارة العالمية، وكذلك على إسرائيل. كذلك، شنت المقاومة الإسلامية في العراق هجمات على مواقع أميركية في ذلك البلد. وفعلياً، فقد اشترط المحور وقف هذه الأعمال العدائية مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وأطلق على نفسه اسم جبهة الاسناد للفلسطينيين في غزة”.
وأردف: “لقد نشأت قوة حزب الله القتالية من بين أنقاض غزو إسرائيل لبيروت عام 1982. وفي ذلك الوقت، كان الحزب عبارة عن مجموعة متناثرة من المقاتلين الذين تدعمهم إيران، وقد أعقب ذلك صعود صاروخي في القوة العسكرية والسياسية للجماعة. وفي عام 2000، أجبر مقاتلو الحزب القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب
لبنان، منهين بذلك احتلالاً دام أكثر من عشرين عاماً. وفي عام 2006، نجت الجماعة من حرب استمرت 34 يوماً مع إسرائيل وأحدثت دماراً هائلاً في لبنان”.
وقال: “خلال الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاتل حزب الله نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد. من تلك الحرب، اكتسب حزب الله خبرة في حرب المدن وعزز تحالفاته مع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران التي تقاتل في سوريا. كما مهد طريق إمداد حيوي للأسلحة بين إيران ولبنان، عبر شركائه في العراق وسوريا، مما عزز ترسانته بشكل أكبر”.
ويكشف تقرير “CNN” أنّ “حزب الله يمتلك بين 120 ألفاً و 200 ألف صاروخ”، مشيراً إلى أنه “الحزب استمر في تخزين الصواريخ والقذائف منذ صراعه الأخير مع إسرائيل عام 2006″، وتابع: “طوال عقود من الصراع مع إسرائيل، انخرط حزب الله في حرب غير متكافئة، فقد سعى إلى تعزيز قوته السياسية والعسكرية، في حين سعى إلى ترسيخ الردع على الرغم من التفوق العسكري لإسراSample Pageئيل”.
وأكمل: “مع هذا، فإن حزب الله كان يتعامل مع واقعه أمام إسرائيل بحذر شديد، ذلك أن استفزاز القوة النارية الكاملة لإسرائيل قد يؤدي إلى تدهور قدرات الجماعة بشكل كبير، وإعادتها إلى الوراء سنوات ــ إن لم يكن عقوداً ــ وتدمير أجزاء كبيرة من لبنان، الذي يئن تحت وطأة أزمته المالية التي استمرت لسنوات”.
ووفقاً لـ”CNN”، يُقدر المحللون العسكريون أن حزب الله لديه ما بين 30 ألفاً و50 ألف جندي، علماً أن أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله قال إن لدى الحزب أكثر من 100 ألف مقاتل وجندي احتياطي.
التقرير يلفت أيضاً إلى أنه “مع استمرار المواجهات على الحدود، سعى حزب الله، بنجاح إلى حد ما، إلى تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية، وقد حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصاته وإغراقها بأسراب من الطائرات من دون طيار والصواريخ قصيرة المدى من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق أكبر داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وأكمل: “يتكون نظام الدفاع الجوي المتحرك (القبة الحديدية) من 10 بطاريات تحمل كل منها من ثلاث إلى أربع منصات إطلاق صواريخ قابلة للمناورة، وتقدر تكلفة كل صاروخ بما يتراوح بين 40 ألف دولار و50 ألف دولار. يوفر وضعها الاستراتيجي حاجز دفاع ضد الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات من دون طيار لما يصل إلى 60 ميلاً مربعاً من المناطق المأهولة بالسكان، وقد ادعت إسرائيل في الماضي معدل نجاح القبة الحديدية يتجاوز 90%”.
مع هذا، فقد ذكر التقرير أن “حزب الله يمتلك صواريخ كاتيوشا التي يبلغ مداها من 4 إلى 40 كيلومتراً، كما لديه صواريخ فلق واحد بمدى 10 إلى 11 كيلومترا، وصواريخ فجر 5 ومداها نحو 75 كيلومترا، وصواريخ زلزال واحد بمدى بين 125 إلى 160 كيلومترا، وصواريخ الفاتح 110 بمدى 205 إلى 300 كيلومترا، بالإضافة إلى صواريخ سكود بي/سي/دي التي يبلغ مداها من 300 إلى 500 كيلومتر”.
وأوضح التقرير أن “صواريخ زلزال واحد قادرة على الوصول إلى ما بعد القدس بمسافة 160 كيلومترا، في حين صواريخ الفاتح 110 يمكنها أن تصل إلى منتصف جنوب
إسرائيل على بعد 300 كيلومتر، أما صواريخ سكود بفئاتها الثلاثة بي/سي/دي فإنها قادرة على الوصول إلى إيلات بأقصى جنوب إسرائيل”.
وختم: “بسبب القوة المتنامية التي يتمتع بها حزب الله، فإن اندلاع حرب شاملة محتملة بين إسرائيل و لبنان من شأنه أن يدفع الشرق الأوسط إلى مرحلة مجهولة، ومن المرجح أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى منع اندلاع هذه الحرب بوتيرة بطيئة للغاية”.