العريضي يحذّر من مخطّط نتنياهو “الجهنّمي”… ويخشى هذا الأمر

“ليبانون ديبايت”

رأى الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, أن “ما قام به حزب الله من ردّ داخل العمق الإسرائيلي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي, وذلك ما تبدّى بوضوح من استهداف مركز الموساد ووزارة الأمن ووزارة الدفاع ومربّع أمني هو الأبرز لدى الكيان الصهيوني, فذلك إنجاز كبير يسجّل لحزب الله بغض النظر عن الكلام السياسي وكل من واكب ورافق هذا الرد”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “من المعيب أن يقابل هذا الرد بهذا الكم من الإنتقادات والتحليلات والإستنتاجات الخاطئة, فأن يستهدف الحزب العمق الإسرائيلي ومراكز لم يسبق أن استهدفت, فذلك بحد ذاته عمل يستحق الثناء لا بل الإشادة من خلال ما قام به الحزب من تغيير المعادلات برمّتها مع عدو كان لا يقهر, وبدليل بات هناك واقع مغاير عن كل ما رافق وواكب هذا الصراع العربي الإسرائيلي بصلة”.


واعتبر أن “حزب الله لم يسعَ لإفشال المفاوضات في القاهرة, وهذا ما يعترف به الجميع, وحتى من قبل خصوم الحزب, لأن من يريد إفشال المفاوضات ويستفيد من هذا الوقت الضائع حتى الإنتخابات الرئاسية الأميركية, هو رئيس وزراء إسرائيل المجنون بنيامين نتنياهو الذي ووفق المعلومات, والتقارير الإستخباراتية الغربية والعربية, يريد ابتلاع الضفة وتوزيع نفوذ إسرائيل دينياً”.

وأضاف, “لذلك حذاري من هذا المخطط الجهنّمي, ومن هنا كانت المساندة في وقتها, لكن أعتقد أننا الآن أمام واقع مغاير على صعيد لبنان عندما دعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الجميع إلى العودة إلى منازلهم, فهو ومن خلال خطابه الأخير, كان واقعياً ومنطقياً ولجأ إلى الحكمة والرأي السديد عندما دعا أبناء الجنوب إلى العودة, ما يعني نحن أمام هدوء, وأقلّه أن ينتعش البلد في هذه المرحلة, إقتصادياً وسياحياً وعلى كل المستويات, ولا أحد يريد غير ذلك بما فيهم حزب الله الحريص على بيئته والبلد”.

وأشاد العريضي, “بالدبلوماسية اللبنانية من خلال ما قام به رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من مجلس وزاري مصغّر جاء في وقته, ودور وزير الإقتصاد أمين سلام الذي قام باتصالات على أعلى المستويات مع أصدقائه في الخليج من الكويت إلى قطر وسواهم, إلى الإستنفار في وزارة الإقتصاد وهذا يسجّل له, والأمر عينه لكافة المعنيين في هذا الإطار, وتحديداً مجلس الجنوب بشخص رئيسه هاشم حيدر”.

وتابع, “ما جرى في الأيام الماضية, كان بمثابة اختبار لكل المرجعيات والقيادات السياسية اللبنانية, فمنهم من نجح بالإختبار, ومنهم من سقط لا بل “رسب” وأخذ علامة صفر”.

وأمام هذه الوقائع, رأى العريضي أن “الاستحقاق الرئاسي قد يتحرّك إذا كان هناك من عودة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين, وباعتقادي قد يعود لمواكبة ومتابعة الأوضاع, وأرى أنه وفي حال نجحت مفاوضات القاهرة, يمكن البناء على أمور كثيرة, ولكن وعود على بدء, لا زلت أخشى من أي تطورات ميدانية كبيرة, خصوصاً أن مشروع نتنياهو لم يتوقّف وهو يريد إفشال المفاوضات واستغلال هذا الدعم الأميركي والبريطاني والفرنسي وتحديداً من واشنطن, ناهيك إلى أنه وحتى الإنتخابات الرئاسية الأميركية ثّمّة وقت ضائع وقاتل, ولكن الاستحقاق الرئاسي قد يعود إلى الواجهة, على اعتبار أن البلد لم يعد يحتمل عدم انتظام مؤسساته”.

وفيما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي, فأكّد العريضي, أن “الأمور لم تتبدّل, فحزب الله لا يزال متمسّكاً بالنائب السابق سليمان فرنجية, فيما أسهم اللواء البيسري ترتفع لدوره وحضوره, ناهيك إلى النائبين فريد البستاني ونعمة افرام لما لهما من علاقة وطيدة مع الجميع, وخبرة مالية واقتصادية”, إلا أن المسألة برأي العريضي, “ليست بمرشّح, إنّما أن تأتي اللحظة الإقليمية المؤاتية, ولا أراها قريبة, فلا رئيس في هذه السنة, إلا من خلال معجزة وحتى المعجزة غير متوفّرة راهنا”.
Exit mobile version