3 عناوين تحكم المرحلة الحالية… والخطر الأكبر هنا
لم يكد الرد يطوي صفحته حتى تعالت الإنتقادات السلبية والإيجابية لهذا الرد، ولكن ثمة عناوين تصدّرت اليوم التالي للرد تتعلّق بما ستحمله الأيام المقبلة.
ويفند الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم، في حديث إلى “ليبانون ديبايت” المرحلة الحالية تحت 3 عناوين:
أولا: الأطراف كافة لا سيّما الرئيسية وغير الرئيسية منها غير مستعدة لإنفجار حرب واسعة، فكان يمكن العدو الإسرائيلي مثلاً القيام بحرب واسعة من خلال الرد على حزب الله فجر الأحد، إلا أنه من الواضح لم يكن يريد ذلك مما يعني أن هذا تأكيد آخر إضافي على عجز إسرائيل على القيام بترجمة تهديداتها بحرب واسعة ضد لبنان، أما بالنسبة إلى حزب الله فهو في الأساس لا يريد حرباً موسعة كما أنه في رده الأخير كان ملتزما بحدود هذا العدوان وهي بأننا في مرحلة حرب إسناد ولا زلنا كذلك.
أما العنوان الثاني الذي يركّز عليه بيرم, أن “حزب الله إستفاد من هذه الضربة من خلال خفض مستوى التوتر والإحتقان لدى الناس، حيث الأغلبية والتي كانت خائفة من بعد إغتيال فؤاد شكر إنتهى خوفها اليوم، مذكراً بأن أغلبية شهداء حزب الله هم بمستوى خبرة شكر وجهوزيته وقدرته على المقاومة وأغلبيتهم من المتعليمن إلا أن الفارق هو لدى شكر رمزية تاريخية، وبالتالي فإن القضية ليست قضية ثأر بمعنى “ثأر قبلي” لكن هذا صراع طويل ويحتاج إلى نفس طويل لا سيما أن حزب الله لا يواجه العدو الإسرائيلي وحده بل الولايات المتحدة الأميركية أيضا والغرب عموما”.
أما في العنوان الثالث فيرى بيرم, أن “النتيجة الأولية لهذه الجولة، قد اعتبرها البعض مخيبة للأمال، لا سيمّا الخصوم فمن المؤكد أنه لم يعجبهم الرد، لكن على الأقل فإن مستوى الإعتراض بالداخل اللبناني إنحصر بشكل كبير، واقتصر في الدرجة الأولى على الكتائب ومن ثم القوات اللبنانية، دون ذلك لم نعد نسمع أصوات معارضة على المواجهة وبخاصة بعد تحوّل وليد جنبلاط، إذاً يعتبر أن وضع حزب الله داخليا هو أفضل لا سيّما أن الحكومة هي حكومة تغطية لحزب الله على الأقل من خلال تبنيها منطقين، منطق وقف العدوان في غزة يؤدي الى وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، وثانيا الجميع ملتزم ومتمسك بـ1701، لذا هذه الجولة لم تكن سلبية بالنسبة لحزب الله، بل إيجابية والتحرر من مسألىة الضغط عليه من أجل الرد”.
ويضيف، “كما أن حزب الله أعطى الدعم الإضافي للمفاوض الفلسطيني من خلال دعمه له وعدم ممانعته ما يراه لمصلحته”.
وفيما خص نجاح المفاوضات أم لا، يلفت إلى أن “الجواب ليس فقط عند حزب الله بل هو أعلن أنه ينتظر وأعلن انه سيقبل بما تقبل به حماس”.
وهنا يوضح أن “الخطر الأكبر اليوم لدى الإسرائيلي هو الضفة الغربية، وأما خطر الجنوب اللبناني فهو مؤجل، هذا ويعتبر الإسرائيلي أن ما يصل للضفة من سلاح وتمويل هو لبنان، لذلك فالعدو مصمم على القضاء على كل من له علاقة بملف الضفة ومنها ما حصل بالأمس من محاولة أحد قيادي المقاومة الفلسطينية وما سبقها من اغتيال خليل المقدح.
ولا يخفي تخوفه من حسابات إسرائيل بالنسبة للبنان حيث لديها حسابين واحد لبناني وآخر فلسطيني، واليوم على ما يبدو فأنها فتحت الحساب الفلسطيني وذلك على تخوم المخيمات وقصفها وهي لغاية اليوم إغتالت حوالي 6 فلسطينيين لهم علاقة بملف الضفة، وإغتال القيادي في حماس صالح العاروري لم يكن عن عبث.