اللواء إبراهيم يخرج الى العلن: غيوم الحرب السوداء تتلبد… هذا ما تخططه إسرائيل للجنوب وغ زة وسوريا
إعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن “هناك جهة ما قد تكون سياسية أو متسلقة على السياسة، تحاول إصدار بيانات مزورة منسوبة لي، تحمل امضاء “الأمين العام لتيار القوات اللبنانية الحرة” ظنًا منها أنها ستقطع علي الطريق في مكان ما” وشدد على أن صفحته الرسمية هي المصدر الوحيد للإعلان عن أية خطوات مستقبلية.وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج وجهة نظر” قال إبراهيم: “بعد الضربة الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت وإستشهاد فؤاد شكر، إتخذ حزب الله قرارًا بالرد على العدو الإسرائيلي، وقد أعلن ذلك سماحة السيد حسن نصرالله وبالتالي أصبح الرد حتميًا، وقد أخذ فترة من الزمن كي يتحقق بسبب الحسابات السياسية ومدى إرتدادها على لبنان، كذلك لتحديد الأهداف وطبيعتها”.
وتابع “كان الرد محسوبًا بدقة وكان رسالة كبيرةً إلى العدو الإسرائيلي، ولكن إلى حد لا يستدعي وقوع حرب شاملة، وفي الفترة ما بين عملية إغتيال فؤاد شكر والرد، لاحظنا كثافة المساعي الدبلوماسية والإتصالات الخارجية مع كبار المسؤولين اللبنانيين في محاولة لثني حزب الله عن الرد، وكان جواب الحزب دائمًا بعدم التراجع عن قراره، فإنتقل مستوى الطلبات إلى عدم التعرض للمدنيين، وهذه مسلمة لدى الحزب لا تحتاج لتوصية”.
ولفت إلى أن “الإعلام الغربي عكس حجم الرد وإعتبره ردًا كبيرًا وغير مسبوق، كما أضاء على مدى تأثير الضربة على الكيان، ولم يكن الرد بالسطحية التي تناولها البعض، بل كان مؤلمًا، وستكشف الأيام عما جرى، وقد حاول العدو منع الرد لكنه فشل بذلك”.
وأبدى أعتقاده أن “سيناريو حرب الإستنزاف سيستمر لفترة طويلة ما لم يتراجع العدو الإسرائيلي تحديدًا في غزة ويقبل بوقف إطلاق نار دائم أو بهدنة يُبنى عليها، وإلاّ سيبقى التراشق لأشهر”.
وأكد ان “العدو الإسرائيلي أعجز من أن يقوم بمهاجمة لبنان رغم نيته بذلك، وهو قد إحتل غزة ولكنه عاجز عن السيطرة عليها، وهناك فرق بين الإحتلال والسيطرة، وحالة عدم السيطرة تشكل عملية إلهاء كبيرة للجيش الإسرائيلي وللقوات التي يحتاجها كي يزجّ بها في الجبهة الشمالية في حال كان ينوي الهجوم على لبنان”.
وعبّر عن إقتناعه على المستوى الإستراتيجي الكبير أن “ليس هناك حل سياسي بالأفق، والعدو لن يعطي دولة للفلسطينيين، هذه عقيدة الحكومة الإسرائيلية الحالية المتطرفة، ويعني هذا الكلام أن هناك غيوم تتجمع في المنطقة لحرب قد تكون مؤجلة لسنوات قادمة”.
وتابع، “في هذه الفترة لا يستطيع الأميركي إعطاء الضوء الأخضر لشن حرب شاملة، والإسرائيلي لن يستطيع شنها إلاً إذا سانده حلفاؤه فعليًا على الأرض، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي ليست مستعدة حاليًا لذلك، وفي رأيي أيًا يكن الرئيس الأميركي الجديد سيقوم بإحتواء ما يجري في فلسطين”.
وشدد أن “على إسرائيل إتخاذ قرار بحل القضية الفلسطينية، ولكنها تسير في حرب إبادة بمعنى أنها لا تريد حل الأزمة، إنما إبادة الشعب الذي يسببها، فهي تتصرف في غزة والضفة الغربية على نحو أن المغتصب هو صاحب الحق”.
وكشف أن “إسرائيل لم تعد كيانًا قائمًا بذاته، إنها بحاجة إلى الأساطيل الغربية لحمايتها، عليها الدخول في عملية سلام تعطي من خلالها الفلسطينيين حقهم، هذا هو الحل الوحيد لإستمرار الكيان، وإلاّ سنذهب إلى الحرب الكبرى بعد بضع سنوات، فلرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشروع اسرائيل الكبرى يعمل من أجله، ولكن لن يحمي إسرائيل أي حل عسكري، ما يحميها هو الحل السياسي، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هي جاهزة لهذه الخطوة؟ لا أظن ذلك”.
وأوضح أننا “كلبنانيين متمسكون بالقرار 1701 وبفرضه ولو بالقوة على الجانب اللبناني والإسرائيلي، والقرار 1701 كان الوصفة السحرية لبعض الهدوء المخترق من وقت لآخر على جانبي الحدود، ومعالي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب تحدث عن اكثر من 30 الف خرق إسرائيلي على الحدود في البر والبحر والجو منذ العام 2006 وحتى اليوم، والقرار ولد بعد مفاوضات عسيرة، وعلينا تطبيقه قبل البحث في تعديله، وأي تعديل في مهام اليونيفل يعتبر تعديلًا بالقرار نفسه، وهذا أمر مستبعد”.
وأشار إلى أن “الحرب المخابراتية لم تهدأ منذ نشأة الكيان، والإختراق موجود دائمًا، تعلو وتيرته عند قيام العدو بعملية مباشرة على الأرض كعملية الصراف أو عندما يكون بصدد إعادة تكوين بنك أهداف لإعتداء مخطط له على لبنان، وعندما ترصد الأجهزة اللبنانية نوعية العمل، تغير الأجهزة الإسرائيلية هذه النوعية، والإختراقات الحالية التي تؤدي إلى الإغتيالات لها علاقة بالإختراق التقني الذي تتميز به إسرائيل لاء بالإختراق البشري”.
وختم المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بالقول: “ما يقوم به اللواء بيسري ممتاز جدًا وأنا على تواصل معه، ولكن الظروف التي تمر بها الأجهزة الأمنية اللبنانية صعبة جدًا، تجعل من قيادة السفينة مهمة عسيرة وسط الأمواج العالية”.