هل خرج لبنان من دائرة الخطر

هل خرج لبنان من دائرة الخطر

من الثابت أن الحرب لم تنحسر في جنوب لبنان، إلاّ أن السيناريو الأسوأ الذي كان متوقعاً ومرتبطاً برد “حزب الله” على اغتيال القيادي فؤاد شكر وبالردّ الإسرائيلي عليه، قد تراجع. ويقول رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي، إن “حزب الله” كان قد توّعد إسرائيل بضربات كبيرة وعمليات نوعية ومختلفة عن السابق وباستهدف عمق تل أبيب وحيفا، وذلك وفق ما وعد به السيد حسن نصرالله في تصريحاته، إلاّ أن هذا لم يتحقق في ردّه.

وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يشير المحلل العسكري قهوجي، إلى أن ردّ الحزب أتى بالأسلحة العادية كصواريخ الكاتيوشا والغراد، ولم يتم استخدام أي أسلحة نوعية غير التي استُخدمت في الأشهر السابقة، فالمسيّرات هي نفسها، والعمليات بقيت ضمن المناطق ذاتها وفي إطار قواعد الإشتباك التي وضعها الحزب لنفسه وهي ضمن مسافة 10 إلى 20 كلم عمق داخل إسرائيل وليس أكثر.


ولكل هذه الأسباب، يصف قهوجي نتائج ردّ الحزب ب”الهزيلة جداً، حيث لم يتم استهداف أي مواقع إسرائيلية استراتيجية ولم يسقط أي مدنيين وأي شخصيات قيادية، بينما بالمقابل، فإن الإسرائيلي استبق الضربة ونفذ ردّه قبل هجوم الحزب بنصف ساعة من خلال شنّ هجوم شديد، كما أنه بعد قصف الحزب، ردّ مجدداً وبشدة على مواقع الحزب”.

وحول ما إذا كان الردّ الإسرائيلي انتهى عند هذه الحدود، يلفت قهوجي إلى إعلان إسرائيل يوم الأحد الماضي، بأنه “إذا كان الحزب يعتبر أنه نفذ هذا الردّ فإن الإسرائيلي يعتبر أيضاً أنه ردّ على هذا الردّ”.

ولكن التهديدات لا تزال قائمة وكذلك الخطر، حيث يشير قهوجي إلى أن “الإسرائيلي مصرّ على تغيير الواقع عند الحدود الشمالية من ناحية أماكن تواجد الحزب عند هذه الحدود، بينما الحزب مستمر بجبهة الإسناد، لذا وبناءً عليه، فإن المواجهات العسكرية مستمرة بشكل يومي، وهذا سيعطي الإسرائيلي فرصةً للإستمرار بعمليات الإغتيال والتي قد تطال مرة أخرى قيادات في الحزب، وهو ما يعرّضنا إلى إمكانية العودة إلى أجواء التوتر، لأنه ليس واضحاً كيفية تعامل الحزب مع أي عملية اغتيال كبيرة قد يقوم بها الإسرائيلي خصوصاً وأنه من الواضح أن الحزب يرفض توسيع المواجهة ولا يريد الذهاب إلى حربٍ مع إسرائيل لأسباب عديدة، وبالتالي، فإن الحزب يريد إنهاء هذا الوضع إنما ضمن الشروط التي يسعى إليها محور الممانعة والتي يبدو أنها ليست سهلة المنال”.

لذلك وبرأي قهوجي، يمكن القول في هذه المرحلة “إننا تخطينا السيناريو الأسوأ ولكن لم نخرج من دائرة الخطر، طالما أن العمليات العسكرية مستمرة في الجنوب وطالما أن الإسرائيلي يحاول استغلال المواجهة، ومن وقت لآخر ضرب أهداف نوعية واغتيال قيادات في لبنان، فإن إمكانية الإنزلاق مجدداً إلى مواجهة واسعة ستبقى، خصوصاً إذا اعتبر الحزب أن مستوى الردع لديه بات في خطر، علماً أنه قد تآكل نتيجة ما جرى”.

والسؤال المطروح وفق قهوجي وهو “هل سيسمح الحزب بان تتآكل قوة الردع لديه بشكل أكبر، وفقط من أجل الحفاظ على وجوده ومنع الدخول في حرب شاملة؟”.

وفي معرض الإجابة يقول قهوجي إنه “قد يكون هذا ممكناً لأن هدف الحزب في نهاية المطاف هو البقاء، وإيران تريد بقاءه لمواجهة أي تهديد مستقبلي مباشر لها ولبرنامجها النووي، ولذا سيكون الطرفان حذرين في طريقة الرد على أي استفزازات إسرائيلية كبيرة حالياً”.

Exit mobile version